٢ ـ إنّ العلم نظري ، ولا يعسر تحديده. وقد ذكر له المتقدمون والمتأخرون من الحكماء والمتكلمين والعلماء ، تعاريف شتّى أكثرها باطل أو رديء ، نذكر بعضاً منها فيما يلي.
التعاريف التي ذكرت للعلم
أما ذكره المتكلمون
١. نقل عن المعتزلة تعريفهم العلم بأنّه : اعتقاد الشيء على ما هو عليه. وأضاف أبو هاشم الجبّائي (٣٢١ ه) : مع سكون النفس إليه(١).
وهذا التعريف رديء من جهات :
أمّا أوّلاً ، فلخروج التصوّر عنه ، لعدم اندراجه في الاعتقاد.
أمّا ثانياً ، فلخروج العلم بالمستحيل ، عنه ، لأنّه ليس شيئاً. والقول بأنّ العلم لا يتعلّق بالمستحيل مكابرة ، اللهم إلّا أن يقال بأنّ الشيء يَعُمُّ المعدوم والموجود ، والممكن والمستحيل ، كما هو المعروف من مذهب المعتزلة ، وهو باطل.
وأمّا ثالثاً ، فلد خول الظن الحاصل عن ضرورة أو دليل ظني ، فيه. ولأجل ذلك خصّ بعضهم الاعتقاد بالجازم.
وأمّا رابعاً ، فلد خول التقليد فيه ، إذا طابق. ولأجل ذلك زاد بعضهم لفظ : «عن ضرورة أو دليل».
٢. عرّف القاضي أبو بكر الباقلاني (٤٠٣ ه) العلم بأنّه : «معرفة المعلوم على ما هو عليه».
وهو أيضاً ضعيف ، من جهتين.
الأُولى : أنّه مشتمل على الدور ، لأخذ المعلوم المشتق ، من العلم ، في
__________________
(١) أصول الدين ، للبغدادي ، ص ٥.