٣. غاليليو (١) الإيطالي (١٥٦٤ ـ ١٦٤٢ م) ، فإنّه أثبت بمنظاره الفلكي وجود كواكب كثيرة لم تكن معروفة إلى ذلك العصر.
٤. نيوتن (٢) الإنكليزي (١٦٤٢ ـ ١٧٢٧ م) ، فإنّه أثبت تماسك النظام الشمسي بفضل قوتي الجذب والطرد المركزيتين عن الشمس وإليها ، فكل سيارة تدور على مدار فيها قوتان : قوة الطرد عن المركز (الشمس) وقوة الانجذاب إليها ، وفي ظل تعادل القوتين تستقرّ في مدارها.
فهذه النظريات الجديدة التي حلّت محلّ نظرية بطليموس ، حقيقية صادقة ، أيضاً ، ونظرية بطليموس غدت باطلة بعد أن كانت صادقة. وما دامت هذه النظرية مشهورة مقبولة في الأوساط العلمية ، فهي حقيقة ، إلى أن تحلّ محلّها فرضيات أُخرى.
تحليل هذه النظرية
إنّ القائل بهذه النظرية خلط بين المسائل الاجتماعية والسياسية التي لا مصدر لها سوى تصويب الرأي العام ، والقضايا الكونية الحاكية عن الخارج. فلو صحّ ما ذكره ، فإنّما يصحّ في القسم الأول من المسائل ، إذ من الحقوق المسلّمة لكلّ شعب أن يعيّن لون النظام الحاكم عليه ، فكل ما يصوّت له الشعب ، هو الحق ، ما دام الشعب مؤيّداً له ، فإذا تبدّلت رغبتهم إلى نظام آخر ، بطل الأول وكان الثاني هو الحق والحقيقة.
وأمّا القضايا الحاكية عن الكون ، فليست المقبولية فيها ملاك الحقيقة ، ولا الرفض ملاك الخطأ ، فملاك الحقيقة في القضايا الرياضية والفيزيائية والكيميائية والفضائية ليس هو تصويت الرأي العام لها ، بل إنّ مجموع زوايا المثلث تساوي ١٨٠ درجة ، سواء اتّفق الرأي العام والعلمي عليه أم لا ، هو ذلك شاءُوا أم أبوا ، كما أنّ محيط الدائرة يساوي قُطْرَها مضروبٌ في النسبة الثابتة () (٣) ، دائماً وأبداً.
__________________
(١) oelilaG.
(٢)notweN.
(٣) ١٤١٦ ، ٣ / ٢٢٧ /.