الفصل الحادي عشر
شرائط المعرفة وموانعها
المعرفة ظاهرة روحية لا تختلف عن سائر الظواهر الروحية. وبما أنّها ظاهرة ممكنة ، فلا بُدّ لها من سبب وشرط ومانع ، شأن سائر الظواهر الإمكانية.
سبب المعرفة
سبب المعرفة هو أدوات المعرفة الّتي تستخدمها النفس الإنسانية ، عبر الاتّصال بالمحيط الخارجي ، ليحصل لها بذلك معرفة الأشياء وإدراك الحقائق.
شرائط المعرفة
من المعلوم أنّ الإدراك لا يتهيّأ للنفس في جميع الظروف ، بل لا بدّ من توفّر شروط في النفس ذاتها ، فضلاً عن أدوات المعرفة ، ليتحقق الإدراك.
أمّا ما ينبغي توفّره في النفس وفي أدوات المعرفة عامةً لإدراك الضروريات ، فضلاً عن النظريات ، فيمكن تلخيصه في الأُمور التالية.
١. الانتباه ، فإنّ الغافل قد تخفى عليه أوضح الواضحات.
٢. سلامة الذهن ، فإنّ كلّ من كان سقيم الذهن قد يشكّ في أظهر الأُمور أو لا يفهمها. وقد ينشأ هذا السقم من نقصان طبيعي ، أو مرض عارض ، أو تربية فاسدة.