الظاهري. كما أنّ العلم بأنّ لنا ألماً ، ولذة ، وجوعاً ، وعطشاً ، يدركه العقل بواسطة الحس الباطني ، وهذا هو المسمّى بالوجدانيات في علم النفس ، فالحاكم هو العقل بواسطة أحد الحسين. وعلى ذلك فالمراد من المشاهدة ، المشاهدة بالحس الظاهري أو الباطني.
٣. التجريبيات ، وهي موضوع البحث ، وسيوافيك توضيحها.
٤. ـ المتواترات ، وهي قضايا تسكن إليها النفس سكوناً يزول معه الشك ويحصل الجزم القاطع وذلك بواسطة إخبار جماعة يمتنع تواطؤهم على الكذب ، كعلمنا بوجود البلدان النائية.
٥. الحدسيات ، وهي قضايا ، مبدأُ الحكم بها حدس قوي من النفس يزول معه الشك ويذعن الذهن بمضمونها ، مثل حكمنا بأن نور القمر مستفاد من الشمس ومنشأ هذا الحكم اختلاف تَشَكُّله عند اعتراض الأرض بينه والشمس.
٦. الفطريات ، وهي القضايا الّتي قياساتها معها ، أي إنّ العقل لا يصدق بها بمجرد تصوّر طرفَيْها كالأوليّات ، بل لا بُدّ له من وسيط ، إلّا أنّ هذا الوسيط ليس ممّا يذهب عن الذهن حتّى يحتاج إلى طلب فكر. فكلّما أُحضر المطلوب في الذهن ، حضر التصديق به ، لحضور الوسيط معه ، مثل حكمنا بأنّ الاثنين خُمْس العشرة ، فإنّ هذا حكمٌ بديهيٌّ ، إلّا أنّه معلوم بوسيط (١).
قال الحكيم السبزواري :
__________________
(١) إنّ حصر البديهيات في ستة ، حصر استقرائي ، وليس عقلياً دائراً بين النفي والإثبات وقد بيّن المحققون في كتب المنطق وجه حصرها في ستة ، لاحظ الحاشية على تهذيب المنطق ، للشيخ عبد الله اليزدي ، ص ١١١ ، ط جامعة المدرسين بقم. والجوهر النضيد ، ص ٢٠٠ ـ ٢٠٢. وقد أضاف إليها القاضي الإيجي قسماً سابعاً أسماه : «الوهميات في المحسوسات» ، قال : «نحو : كل جسم في جهة». (المواقف ، ص ٣٨). كما جعلها الغزالي سبعة ، قال : «جميع ما يتوهم كونه مَدْرَكاً لليقين والاعتقاد الجازم ينحصر في سبعة» ، ثمّ عَدّ : الأوليات ـ المشاهدات الباطنة ـ المحسوسات الظاهرة ـ التجربيات (وقد يعبر عنها باطراد العادات) ـ المتواترات ـ الوهميات ـ المشهورات. ولكنه قال في المشهورات إنّها قد تكون كاذبة فلا يجوز أن يعوّل عليها في مقدمات البرهان. (لاحظ المستصفى : ١ / ٤٤ ـ ٤٩).