وقال في شرحه : فإنّ هذا العلم التوهمي بمجرّده ، ومحضِ تخيُّل السقوط بلا رَوِيَّةٍ وتصديقٍ بغايةٍ ، منشأٌ للفعل الّذي هو السقوط.
* * *
٤ ـ انقسام العلم إلى حصولي وحضوري
إذا كانت حقيقة العلم هي حضور المعلوم لدى العالم ، فهو ينقسم إلى قسمين ، قسمةً حاصرةً ، لأنّ حضور المعلوم للعالم إمّا بماهيته ، وإمّا بنفس وجوده. فالأوّل هو العلم الحصولي والثاني هو العلم الحضوري.
وبعبارة أُخرى : إمّا أن تحضر الأشياء لدى العالم بماهيّاتها بعينها ، لا بوجوداتها الخارجية الّتي تترتب عليها آثارها الخارجية ، فهذا هو العلم الحصولي. وإمّا أن تحضر بنفس وجودها ، من دون أن يتوسط بين العالم والمعلوم صورة ، وهذا هو العلم الحضوري.
والأول لا يحتاج إلى تمثيل ، فإنّ غالبية علومنا ، علوم حصولية.
والثاني ، كعلم أحدنا بذاته ، الّذي يشير إليه ب «أنا». وليس علمنا هذا ، بحضور ماهية ذاتنا ومفهومها عندنا ، لأنّ المفهوم الحاضر في الذهن ، كيفما فُرض ، لا يأبى ـ بالنظر إلى نفسه ـ الصدق على كثيرين ، وإنّما يتشخَّص بالوجود الخارجي. وأمّا الّذي نشاهده من أنفسنا ، ونعبّر عنه ب «أنا» ، فهو أمر شخصي بذاته ، غير قابل للشركة بين كثيرين ، فعلمنا بذاتنا ، إنّما هو بحضورها لدينا ، بوجودها الخارجيّ الّذي هو عين وجودنا الشخصي المترتب عليه الآثار.
وبما أنّا قد بسطنا الكلام في تفسير العلم الحصولي والحضوري عند البحث عن تعريف العلم ، فنكتفي بهذا القدر من التفصيل.
* * *
٥ ـ انقسام العلم إلى كلّي وجزئي
ينقسم العلم الحصولي إلى كلّي وجزئي.