أن إن يحصل وصفان في محل ، ولا يتحققان في غيره ، فنحكم بالالتقاء الجزئي.
إلهي تاقت نفسي إلى معرفتك واشتاقت إلى لقياك وخوفي أن يحجبها خطئي وتقصيري ، فأتضرع إلى جلالك وأسألك أن تهديني سواء السبيل.
الركن الثاني في المعلومات
وهي إما موجودة أو معدومة : وتصورهما بديهي لتوقف هذا التصديق عليه ، ولأن العلم بالوجود به جزء من علمي بوجودي البديهي.
والوجود عين الموجود خلافا لجمهور الفلاسفة والمعتزلة وجمع منا.
لنا : فتغاير حقيقتهما فيتصف المعدوم بالموجود.
ولقائل أن يقول : قام بالماهية من حيث هي.
قالوا : مقابل النفي الإثبات وهو واحد وإلا بطل الحصر العقلي ، قلنا : مقابل نفي الماهية تحققها.
قالوا : مورد التقسيم للواجب والممكن ـ قلنا : بل الماهية.
قالوا : نعلم وجود الشيء ثم كونه جوهرا أو عرضا ، فلا يتغير. قلنا : فيتسلسل.
ولقائل أن يقول : موجود بنفسه.
ولا واسطة بينهما خلافا للقاضي وإمام الحرمين أولا والبهشمية فإنهم سموها بالحال وحدوها بصفة لموجود لا يوصف بوجود ولا عدم ، لنا : ما نعقله إن كان له تحقق بوجه ما فثابت ؛ وإلا فمنفي إلا أن نفسر وهما بآخر ويصير البحث لفظيا.
ولقائل أن يقول : لا نزاع في الثابت والمنفي.
قالوا : الوجود زائد وليس معدوما وإلا فالشيء عين نقيضه ولا موجودا وإلا تسلسل.
قلنا : مر إنه ليس بزائد ؛ وأيضا إنما يتسلسل لو كان المشرك والمميز ثبوتين وأيضا بامتياز الوجود بأن لا شيء معه فلا تسلسل.
قالوا : الماهيات النوعية تشرك في الأجناس فإن السواد والبياض يشتركان في اللونية وليس الاسم ، لأنا نجد بينهما ما لا نجد بين أحدهما والحركة ، لو كان اسمهما واحدا ؛ ولأنه لا يطرد في اللغات بخلاف هذا ؛ وأيضا فالعلوم متغايرة ونحد العلم بما يندرج فيه ، وليس المحدود اللفظ ؛ وأيضا فالعرضية مشتركة بين جميع الأعراض ، وإلا لما انقسم الممكن إليه وإلى الجوهر وتختلف من وجه آخر ، وليسا موجودين وإلا قام العرض بالعرض ولا معدومين بالضرورة.