لتأخره عن الوجود وهو عن الإيجاد وهو عن الاحتياج وهو عن علته.
قالوا : فيحتاج العدم الممكن إلى المؤثر وليس بأثر ، قلنا : علة العدم عدم العلة.
و : إنه حال البقاء لا يستغني خلافا لبعض المتكلمين.
لنا : علة الاحتياج ضرورية اللزوم له.
لا يقال : يصير أولى ، لأنا نقول : الأولوية المغنية عن المؤثر إن حصلت حال الحدوث ، فلا تأثير وإلا فهي المفتقر إليها.
قالوا : تأثيره إما في الوجود وهو تحصيل الحاصل ، أو في أمر جديد فليس الباقي.
قلنا : معناه بقاء الأثر لبقاء مؤثره.
ولقائل أن يقول : أمر جديد ، لأنه غير الإحداث.
أما الممكن (١)
فينقسم عندهم إلى حال ـ فإن قوم محلة فصورة ـ أو تقوم به فعرض وإلى محل ، فالمتقوم هيولى والمقوم موضوع فهو أخص فعدمه أعم وإلى ما ليس واحدا منهما فإن تعلق بالجسم للتدبير فنفس وإلا فعقل.
أما العرض فإن اقتضى نسبة فإما الحصول في المكان وهو الأين ، أو في الزمان أو طرفه وهو متى ، أو المتكررة وهو الإضافة ، أو الانتقال بانتقال المحاط ، وهو الملك ، أو أن يفعل وهو التأثير أو أن ينفعل ، وهو التأثر أو هيئة الجسم بنسبة بعض أجزائه إلى بعض وإلى الخارج وهو الوضع.
وإن اقتضى قسمة فكم ، فإن اشتركت الأجزاء في حد فمتصل وإن وجدت معا فمقدار ذو بعد خط وذو بعدين سطح ، وذو ثلاثة جسم تعليمي وإلا فزمان ، وإن لم تشترك فعدد.
وإن لم يقتض شيئا منهما فكيفية ، إما محسوسة وهو القوة واللاقوة ، أو للكميات المتصلة كالاستقامة والانحناء أو المنفصلة كالأولية والتركيب.
وأنكر أصحابنا ما عدا الأين والمحسوسة والنفسانية أما النسبية فلافتقار الإضافات إلى محل فلها إضافة أخرى ويتسلسل ولأن اللّه سبحانه موجود مع كل
__________________
(١) انظر : المواقف للإيجي (١ / ٦٧٧) (٢ / ٦٢٤).