لو أثر لعلم تفاصيله ، وإلا فلا دليل على العلم القديم ، ولأن القصد الكلي لا يكفي في الجزئي وهو بعد العلم ، لكنه باطل للنائم ؛ ولأن التحرك تخللت حركته سكونات ولأن فعله عند الجبائية إنما هو علة الحصول في الحيز ، والأكثر لا يعلمها.
ولقائل أن يقول : دليل العلم الإتقان ، لا نفس الموجدية.
إذا أراد اللّه تحريك جسم وهو تسكينه ، فإن حصلا اجتمع النقيضان إلى آخره.
قالوا : فلا يمكن من شيء لأنه إن أوجده اللّه وجب ؛ وإلا امتنع فتكليفه عبث كالجماد.
لا يقال : يحسن الأمر للاكتساب إما بمعنى وقوعه عند حصول العزم ، أو إنه مؤثر في الحال لأنا نقول : إن استبد وإلا عاد المحذور ، والعزم إما به وإلا عاد والآخر اعتراف بالتأثير.
قلنا : ويلزمكم للعلم والداعي.
قالوا : أضاف سبحانه الفعل إلى العبد (مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ) [النساء : ١٢٣] ، ومدح وذم وأنكر وتهدد : (الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ) [الأنعام : ٩٣] ،(وَما ذا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا) [النساء : ٣٩] ، (فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ) [الكهف : ٢٩] ، وأمر بالمسارعة والاستعانة : (وَسارِعُوا) [آل عمران : ١٣٣] ، و (وَاسْتَعِينُوا) [البقرة: ٤٥] ، وذكر اعتراف الأنبياء بذنوبهم والعصاة لعصيانهم : قالا (رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا) الأعراف : ٢٣] ،(لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ) [المدثر : ٤٣] ، وذكر تحسر العباد في الآخرة :رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْها[المؤمنون : ١٠٧] ، والكل مع العجز محال.
لا يقال : معارض بما يدل على نقيضه : اللّه خالق كل شيء لأنا نقول : فيكون حجة لهم ولقدح في النبوة ، قلنا : يندفع الكل بأنه لا يسأل عما يفعل.
مسألة : اللّه ـ تعالى ـ يريد لكل كائن ، خلافا للمعتزلة.
لنا : خالق الشيء مريده ولأن إيمان الكافر محال للعلم فيستحيل أن يريده.
قالوا : الأمر دليل الإرادة ، قلنا : ممنوع.