بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
ترجمة المؤلف
أبي إسحاق الشيرازي ٣٩٣ ـ ٤٧٦ ه
هو الإمام إبراهيم بن علي بن يوسف بن عبد اللّه الفيروزآبادي الشيرازي وكنيته أبو إسحاق ولد سنة ٣٩٣ ه في إحدى قرى فارس يقال لها جور ، ثم انتقل بعد ذلك إلى شيراز فنسب إليها ، ونقل ابن كثير أن مولده كان سنة ٣٩٣ ه بخوارزم. نشأ محبا للعلم يسعى إلى تحصيله ويرتحل في طلبه من مكان إلى مكان آخر ما بين خراسان ونيسابور.
تتلمذ الشيرازي على أئمة كبار ، فجلس بشيراز إلى مجلس شيخه أبي عبد اللّه البيضاوي وأبي أحمد بن عبد الوهاب بن رامين ، ثم قدم البصرة فتتلمذ على يد الخرزي. ودخل بغداد في شوال سنة ٤١٥ ه فلازم بها شيخه أبا الطيب الطبري ، وبرع في الفقه الشافعي وذاع صيته فيه حتى جلس مجلس شيخه في التدريس والتعليم كما قرأ الفقه أيضا على الزجاجي وأخذ الأصول عن أبي حاتم القزويني ، وسمع الحديث من أبي بكر البرقاني ببغداد وجلس للحديث والفتيا في بغداد ونيسابور وهمذان. وعرف بين أبناء عصره بأنه أعلم أهل العصر في الفقه الشافعي والحديث ، وأصبح مجلسه مقصدا يؤمه طلبة العلم من كل مكان حتى قال فيه العقيلي مادحا فضله وعلمه :
كفاني إذا عنّ الحوادث صارم |
|
ينيلني المأمول في الإثر والأثر |
يقدّ ويفري في اللقاء كأنّه |
|
لسان أبي إسحاق في مجلس النّظر |
وذكر الذهبي في العبر أنه كان أنظر أهل زمانه وأفصحهم وأكثرهم ورعا وتواضعا وبشرا وانتهت إليه رئاسة المذهب وتوفي وله ثلاث وثمانون سنة.