مَجِيدٌ * فِي لَوْحٍ) (٢١ ، ٢٢) غير حال في شيء مما ذكرناه.
وللمصحف حرمة عظيمة ورعاية وكيدة بحيث لا يجوز للمحدث الأصغر والأكبر مس ما فيه وحواشيه ولا كتابته ولا دفتيه ولا حمله ولا مسه ولا بعلاقة احتراما قال اللّه عز وجل:(لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ) (الواقعة : ٧٩) والأدلة في ذلك أبين من عين الشمس لمن تدبر وعقل لا من اتبع هواه وجهل. فإن كنت قد أكثرت مما لا يحتاج إليه فلا ملام لما قدمت من الاعتراف والسلام.
صفة الحياة
ثم يعتقدون أن اللّه عز وجل حي بحياة أزلية قديمة لأن الصفات التي ذكرناها لا تقوم إلا بمن هو حي ، قال اللّه عز وجل : (اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) (البقرة : من الآية ٢٥٥).
علاقة الصفات بالذات
ثم يعتقدون أن صفات ذاته لا يجوز أن يقال هي هو ، ولا هو هي ، ولا هو غيرها ، ولا هي غيره ؛ لأنها لو كانت هي هو لكانت الصفة الواحدة موصوفة بجميع الصفات التي ذكرناها والصفة لا تقوم بالصفات. ولو كان هو هي لم يكن موصوفا بها لأن الصفة معنى زائد على الموصوف ولو كانت غيره وهو غيرها لجاز لأحدهما أن يفارق الآخر لأن حقيقة الغيرين ما يجوز لأحدهما أن يفارق الآخر. بل يقال إنها صفات قائمات بذاته لم يزل موصوفا بها ولا يزال.
صفة الاستواء
ثم يعتقدون أن اللّه عز وجل مستو على العرش قال اللّه عز وجل : (إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ) (الأعراف : من الآية ٥٤) ، وأن استواءه ليس باستقرار ولا ملاصقة لأن الاستقرار والملاصقة صفة الأجسام المخلوقة ، والرب عز وجل قديم أزلي أبدا كان وأبدا يكون ، لا يجوز عليه التغيير ولا التبديل ولا الانتقال ولا التحريك ، والعرش مخلوق لم يكن فكان ، قال اللّه عز وجل : (اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) (النمل : ٢٦) فلو أن المراد بالاستواء والملاصقة لأدى إلى تغيير الرب وانتقاله من حال إلى حال وهذا محال في حق القديم ، فإن كل متغير لا بدّ له من مغير ، ولأن العرش مخلوق محدود فلو كان الرب عز وجل مستقرا عليه لكان لا يخلو إما أن يكون أكبر أو أصغر منه أو مثله ، فلو كان أكبر منه يكون متبعضا بعضه خال من العرش ، والبعض صفة الأجسام