فصل
في انقسام الناس في نصوص الوحي إلى : أصحاب تأويل ،
وأصحاب تخييل ، وأصحاب تمثيل ، وأصحاب تجهيل ، وأصحاب
سواء السبيل
الصنف الأول : أصحاب التأويل ، وهم أشد الناس اضطرابا إذ لم يثبت لهم قدم في الفرق بين ما يتأول وما لا يتأول ولا ضابط مطرد منعكس يجب مراعاته
__________________
فتخلوا عن الدنيا وانقطعوا إلى العبادة واتخذوا في ذلك طريقة تفردوا بها ، وأخلاقا تخلقوا بها ، .... ثم ذكر النقول في سبب هذه التسمية «الصوفية» ونسبتها.
وقال : والتصوف طريقة كان ابتداؤها : الزهد الكلى ثم ترخص المنتسبون إليها بالسماع والرقص ، فمال إليهم طلاب الآخرة من العوام لما يظهرونه من التزهد ، ومال إليهم طلاب الدنيا لما يرونه عندهم من الراحة واللعب أه (تلبيس إبليس) بتصرف.
وفي «دائرة المعارف الإسلامية» (٩ / ٣٤٦) : والغلاة من متأخرى المتصوفة المتكلمين بالمواجد خلطوا مسائل الكلام والفلسفة الإلهية بفنهم ، مثل كلامهم في النبوات والاتحاد والحلول ووحدة الوجود.
ولما كانت حكمة الإشراق أو الحكمة الذوقية هى من الفلسفة بمنزلة التصوف من العلوم الإسلامية ، وكان السالكون طريقة الرياضة والمجاهدة لمعرفة المبدأ والمعاد إن وافقوا في رياضتهم أحكام الشرع فهم الصوفية والا فهم الحكماء الشرقيون.
لما كان الأمر كذلك سهل التدانى بين التصوف والفلسفة وتفتحت له الأبواب في هذا الدور.
وفيه أيضا : ولما نشأ البحث في العقائد والتماس الإيمان من طريق النظر أو النصوص المقدسة ، وتوجهت همم المسلمين إلى التماس المعرفة على أساليب المتكلمين ، أصبح الكمال الديني التماس الإيمان والمعرفة من طريق التصفية والمكاشفة ، وأصبح عبارة عن بيان هذه الطريق وسلوكها.
وشاعت بعد ذلك أقاويل الفلاسفة والمتكلمين في الصانع وصدور الموجودات عنه وما إلى ذلك من عوالم الأرواح وشئون الآخرة ، فتكلم الصوفية في كل على منهجهم الذي لا يعتمد على نظر ولا على نص ولا معرفة إلا من ذاق ما ذاقوا ، وهم يرون ما تكلموا به حق اليقين الذي لا يقبل شكا ولا يلحقه بطلان ولا يدركه إلا من بلغ رتبة العرفان أه.