المقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا فضل له ، ومن يضلل فلا هادى له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم. نشهد بأنه قد أدى الأمانة ، وبلغ الرسالة ، ونصح الأمة ، وجاهد في الله حق جهاده حتى آتاه اليقين.
أما بعد ...
لقد كانت دعوة الرسول منصبة أساسا على توحيد الله وإثبات الصفات اللائقة به ، في مجتمع يؤمن بوجود الله ولكن وجودا لا فعل له ولا قدرة لديه ـ سبحانه ـ فبعث الله محمدا صلىاللهعليهوسلم ليجلى عن وجه الحقيقة الغبار ، ويظهر للبشرية جمعاء صفات الله عزوجل. بما أجلاه الإمام ابن القيم فى هذا الكتاب بخير بيان ، وحارب خلاله فرق الزيغ والضلال ، والتحريف والتعطيل في صفات الله وأسماءه.
ومن ذلك أنه أظهر فى اعتقاد السلف الإيمان بما وصف به نفسه سبحانه ووصفه به رسوله ، وإجراؤها على ظاهرها اللائق بجلال الله تعالى من غير تحريف ولا تعطيل ، ومن غير تكييف ولا تمثيل فإن الله تعالى أعلم بنفسه من كل أحد ، ورسوله صلىاللهعليهوسلم أعلم الخلق ... إلخ ما بينه وسيظهر لك خلال الكتاب.
ونسأل الله عزوجل أن ينفع به كل من قرأه وعمل به ، وأن يجزى خيرا كل من ساهم في إخراجه بهذه الصورة.
|
وكتبه نزار مصطفى الباز |