ابن عبسة ، لقد سألت عن شيء ما سألني عنه أحد قبلك ، إن الرب تعالى يتدلى من جوف الليل فيغفر ، إلا ما كان من الشرك والبغي ، والصلاة مشهودة حتى تطلع الشمس ، فإنها تطلع على قرن الشيطان ، وهي صلاة الكفار ، فأقصر عن الصلاة حتى ترتفع الشمس ، فإذا استعلت الشمس فالصلاة مشهودة حتى يعتدل النهار فأخر الصلاة فإنها حينئذ تسجر جهنم ، فإذا فاء الفيء فالصلاة مشهودة حتى تدلى للغروب ، فإنها تغيب بين قرني شيطان ، فاقصر عن الصلاة حتى تجب الشمس» (١).
(وأما حديث رفاعة بن عرابة الجهني): فرواه ابن المبارك ، فقال حدثنا هشام ، عن يحيي بن أبي كثير ، عن هلال بن أبي ميمونة ، عن عطاء بن يسار ، عن رفاعة الجهني قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إذا مضى نصف الليل أو ثلث الليل نزل الله عزوجل إلى سماء الدنيا فقال : «لا أسأل عن عبادي غيري من ذا الذي يستغفرني فأغفر له. من ذا الذي يدعوني فأستجيب له. من ذا الذي يسألني فأعطيه. حتى ينفجر الفجر» (٢) هذا حديث صحيح رواه الإمام أحمد في «مسنده» ، وفيه رد على من زعم أن الذي ينزل ملك من الملائكة ، فإن الملك لا يقول : لا أسأل عن عبادي غيري. ولا يقول : من يسألني أعطه.
(وأما حديث عثمان بن العاص الثقفي): فرواه حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن الحسن ، عن عثمان بن أبي العاص ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم : «ينزل الله إلى سماء الدنيا كل ليلة فيقول : هل من داع فأستجيب له. هل من سائل فأعطيه.
__________________
(١) الحديث مرسل فإن سليمان بن عامر لم يدرك عمرو بن عبسة ، أفاده ابن أبي حاتم.
(٢) [صحيح] رواه الإمام أحمد (٤ / ١٦) ، والدارمي (١ / ٤١٤) ، وعثمان بن سعيد في «الرد على المريسي» (ص ٣٧٧ ـ ٣٧٨) ، والدارقطني في «النزول» (ص ١٤٥) بأتم منه والآجرى في «الشريعة» (ص ٣١١).