« أللّهمّ أنت شهيد عليهم أنّي قد بلّغت ونصحت ». فالإشهاد على الأمّة بالبلاغ والنصح يستدعي أن يكون ما بلّغه صلىاللهعليهوآلهوسلم ذلك اليوم أمراً جديداً لم يكن قد بلّغه قبل. مضافاً إلىٰ أنَّ بقية معاني المولى العامّة بين أفراد المسلمين من الحبّ والنصرة لا تُتصوّر فيها أيُّ حاجة إلى الإشهاد على الأمّة في عليٍّ خاصّة ، إلّا أن تكون فيه على الحدِّ الذي بينّاه.
القرينة العاشرة : قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم قبل بيان الحديث وقد مرّ ( ص ١٦٥ و ١٩٦ ) :
« إنَّ الله أرسلني برسالة ضاق بها صدري ، وظننت أنَّ الناس مُكذِّبيَّ فأوعدني لَأُبلّغها أو لَيعذِّبني ».
ومرّ في ( ص ٢٢١ ) بلفظ : « إنَّ الله بعثني برسالة ، فضقت بها ذرعاً ، وعرفت أنَّ الناس مكذِّبيَّ ، فوعدني لَأُبلّغنَّ ، أو لَيعذِّبني ».
و ( ص ١٦٦ ) بلفظ : « إنّي راجعت ربّي خشية طعن أهل النفاق ومكذِّبيهم فأوعدني لأُبلّغها أو لَيعذِّبني ».
ومرّ ( ص ٥١ ) : « لمّا أُمر النبيُّ أن يقوم بعليّ بن أبي طالب المقام الذي قام به فانطلق النبيّ صلىاللهعليهوسلم إلىٰ مكّة ، فقال : رأيت الناس حديثي عهد بكفر بجاهليّة ، ومتىٰ أفعل هذا به يقولوا : صنع هذا بابن عمّه. ثمّ مضىٰ حتىٰ قضىٰ حجّة الوداع ». الحديث.
ومرّ ( ص ٢١٩ ) : إنَّ الله أمر محمداً أن ينصب عليّاً للناس ، فيخبرهم بولايته ، فتخوّف النبيّ صلىاللهعليهوسلم أن يقولوا : حابى ابن عمّه ، وأن يطعنوا في ذلك عليه. الحديث.
ومرّ ( ص ٢١٧ ) : لمّا أمر الله رسوله صلىاللهعليهوسلم أن يقوم بعليّ ، فيقول له ما قال ، فقال : « يا ربّ إنَّ قومي حديثو عهد بجاهليّة » ـ كذا في النسخ ـ ثمّ مضىٰ بحجّه ، فلمّا أقبل راجعاً نزل بغدير خُمّ. الحديث.
ومرّ ( ص ٢١٧ ) :
لمّا جاء جبرئيل بأمر الولاية ضاق النبيّ صلىاللهعليهوسلم بذلك ذرعاً ،