كان من واجب كلِّ فرد من أفراد الملأ الديني القيام بشكر تلكم النعم بأنواع من مظاهر الشكر ، والتزلّف إليه سبحانه بما يتسنّىٰ له من القُرَب من صلاة وصوم وبرٍّ وصلة رحم وإطعام واحتفال باليوم بما يناسب الوقت والمجتمع ، وفي المأثور من ذلك أشياء ، منها : الصوم.
أخرج الحافظ أبو بكر الخطيب البغداديّ : المتوفّىٰ ( ٤٦٣ ) في تاريخه ( ٨ / ٢٩٠ ) عن عبد الله بن عليّ بن محمد بن بشران ، عن الحافظ عليّ بن عمر الدارقطني ، عن أبي نصر حبشون الخلّال ، عن عليّ بن سعيد الرملي ، عن ضمرة بن ربيعة ، عن عبد الله بن شوذب ، عن مطر الورّاق ، عن شهر بن حوشب ، عن أبي هريرة ، قال : من صام يوم ثمان عشر من ذي الحجّة كُتب له صيام ستين شهراً ، وهو يوم غدير خُمّ لمّا أخذ النبيّ صلىاللهعليهوسلم بيد عليِّ بن أبي طالب ، فقال :
« ألستُ وليَّ المؤمنين ؟ قالوا : بلىٰ يا رسول الله.
قال : من كنتُ مولاه فعليّ مولاه ». فقال عمر بن الخطّاب : بَخٍ بَخٍ لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولىٰ كلِّ مسلم فأنزل الله : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) ، ومن صام يوم سبعة وعشرين من رجب ، كتب له صيام ستين شهراً ، وهو أوّل يوم نزل جبريل عليهالسلام علىٰ محمد صلىاللهعليهوسلم بالرسالة.
ورواه بطريق آخر عن عليّ بن سعيد الرملي. وأخرج العاصمي في زين الفتىٰ قال : أخبرنا محمد بن أبي زكريا ، أخبرنا أبو إسماعيل بن محمد الفقيه ، أخبرنا أبو محمد يحيى بن محمد العلويّ الحسينيّ ، أخبرنا إبراهيم بن محمد العامّي ، أخبرنا حبشون بن موسى البغداديّ ، حدّثنا عليّ بن سعيد الشاميّ ، حدّثنا ضمرة عن ابن شوذب ... إلىٰ آخر السند والمتن المذكورين من دون ذكر صوم المبعث.