وتفضّلتَ علىٰ كلٍّ منهما بما يقصر عمله عنه ، ولو كافأتَ المطيعَ علىٰ ما أنتَ تولّيته لَأوشك أن يفقد ثوابك ، وأن تزول عنه نعمتك ، ولكنّك بكرمك جازيتَه على المدّة القصيرة الفانية بالمدّة الطويلة الخالدة ، وعلى الغاية القريبة الزائلة بالغاية المديدة الباقية.
ثمّ لم تَسمْه القِصاص فيما أكل من رزقك الذي يقوىٰ به علىٰ طاعتك ، ولم تَحمِلْه على المناقشات في الآلات التي تسبّب باستعمالها إلىٰ مغفرتك ، ولو فعلتَ ذلك به لَذهب بجميع ما كدَح له ، وجملةِ ما سعىٰ فيه ، جزاءً للصغرىٰ من أياديك ومننك ، ولبقي رهيناً بين يديك بسائر نعمك ، فمتىٰ كان يستحقُّ شيئاً من ثوابك ، لا متى ؟ ... » إلخ.
وفي يوم الغدير صلاة ألَّف فيها أبو النضر العيّاشي والصابوني المصري كتاباً مفرداً ، راجع فيها وفي الأدعية المأثورة يوم ذاك التآليف المعدّة لها.
( وَهَـٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) (١)
___________________________________
(١) الأنعام : ١٥٥.