(باب الحاء مع الفاء)
(حفد) (ه) في حديث أم معبد «مَحْفُود محشود ، لا عابس ، ولا مفند» المَحْفُود : الذى يخدمه أصحابه ويعظّمونه ويسرعون في طاعته. يقال حَفَدْت وأَحْفَدْتُ ، فأنا حَافِد ومَحْفُودٌ. وحَفَدٌ وحَفَدَة جمع حَافِد ، كخدم وكفرة.
ومنه حديث أميّة «بالنّعم مَحْفُود».
ومنه دعاء القنوت «وإليك نسعى ونَحْفِد» أى نسرع في العمل والخدمة :
(ه) وحديث عمر ، وذكر له عثمان للخلافة فقال «أخشى حَفْدَه» أى إسراعه في مرضات أقاربه.
(حفر) (س) في حديث أبىّ «قال : سألت النبى صلىاللهعليهوسلم عن التّوبة النّصوح فقال : هو النّدم على الذنب حين يفرط منك ، وتستغفر الله بندامتك عند الحَافِر ، ثم لا تعود إليه أبدا» قيل : كانوا لكرامة الفرس عندهم ونفاستهم بها لا يبيعونها إلّا بالنّقد ، فقالوا : النّقد ، فقالوا : النّقد عند الحَافِر : أى عند بيع ذات الحَافِر ، وسيّروه مثلا. ومن قال «عند الحَافِرَة» فإنه لمّا جعل الحافر في معنى الدّابّة نفسها ، وكثر استعماله من غير ذكر الذّات ألحقت به علامة التأنيث ، إشعارا بتسمية الذّات بها ، أو هى فاعلة من الحَفْر ، لأنّ الفرس بشدّة دوسها تَحْفِر الأرض. وهذا هو الأصل ، ثم كثر حتى استعمل في كل أوّليّة ، فقيل : رجع إلى حَافِرِه وحَافِرَتِه ، وفعل كذا عند الحَافِر والحَافِرَة. والمعنى تنجيز النّدامة والاستغفار عند مواقعة الذّنب من غير تأخير ، لأن التأخير من الإصرار. والباء في «بندامتك» بمعنى مع أو للاستعانة : أى تطلب مغفرة الله بأن تندم. والواو في «وتستغفر» للحال ، أو للعطف على معنى النّدم.
(ه) ومنه الحديث «إنّ هذا الأمر [لا](١) يترك على حالته حتّى يردّ إلى حَافِرَتِه» أى أوّل تأسيسه.
ومنه حديث سراقة «قال : يا رسول الله أرأيت أعمالنا التى نعمل أمؤاخذون بها عند الحَافِر ؛ خير فخير ، أو شرّ فشرّ ، أو شىء سبقت به المقادير وجفّت به الأقلام؟».
__________________
(١) الزيادة من ا ، واللسان ، وشرح القاموس.