__________________
وأيضا في قصة إخبار الإمام الرضا عليهالسلام ابن هذاب بما يجري عليه ما يزيل الشكّ في الباب حيث قال عليهالسلام له : «إن أخبرتك أنّك ستبلى في هذه الأيام بذي رحم لك كنت مصدّقا لي؟»
قال : لا ، فإن الغيب لا يعلمه إلّا الله تعالى.
قال عليهالسلام : «أو ليس الله يقول : (عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ) فرسول الله صلىاللهعليهوآله عند الله مرتضى ، ونحن ورثة ذلك الرسول الذي أطلعه الله على ما يشاء من غيبه ، فعلّمنا ما كان وما يكون إلى يوم القيامة ، وإن الذي أخبرتك يا ابن هذاب لكائن إلى خمسة أيّام ، فإن لم يصح ما قلت فبهذه المدّة ، وإلّا فإنّي كذّاب مفتر ، وإن صحّ فتعلم أنّك الراد على الله وعلى رسوله. ولك دلالة أخرى فتصاب ببصرك وتصير مكفوفا فلا تبصر سهلا ولا جبالا وهذا كائن بعد أيام. ولك عندي دلالة أخرى أنّك ستحلف يمينا كاذبة فتضرب بالبرص».
قال محمد بن الفضل : بالله لقد نزل ذلك كلّه بابن هذاب (الخرايج والجرايح : ٣٠٦ الباب التاسع).
* أقول : هذه رواية صريحة في علمهم للغيب لا ينكرها إلّا ناصبي.
وعن أمير المؤمنين عليهالسلام في خطبة له : «والإمام يا طارق بشر ملكي وجسد سماوي ، وأمر إلهي وروح قدسي ، ومقام عليّ ونور جليّ وسرّ خفيّ ، فهو ملك الذات إلهي الصفات ، زائد الحسنات عالم بالمغيبات ؛ خصّا من ربّ العالمين ونصّا من الصادق الأمين» (بحار الأنوار : ٢٥ / ١٧٢ ح ٣٨ باب جامع في صفات الإمام).
وعن أبي جعفر الجواد عليهالسلام لما أخبر امّ الفضل بنت المأمون بما فاجأها ممّا يعتري النساء عند العادة.
قالت له : لا يعلم الغيب إلّا الله.
قال عليهالسلام : «وأنا أعلمه من علم الله تعالى» الإرشاد إلى ولاية الفقيه : ٢٥٤.
* أقول : وهذه رواية أخرى تنص على علمهم للغيب فلا تغفل وأزل الشك من قلبك.
وفي خطبة لأمير المؤمنين يذكر فيها صفات الإمام جاء فيها : «ويلبس الهيبة وعلم الضمير ، ويطلع على الغيب ويعطى التصرّف على الإطلاق» مشارق أنوار اليقين : ١١٥ ..
هذا إضافة إلى روايات إخبارهم بأمور غيبية جزئية ليس هنا محل ذكرها.
وقال تعالى : (عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ) الجن : ٢٦.
قال الإمام الرضا عليهالسلام لعمرو بن هذاب عند ما نفى عن الأئمة عليهمالسلام علم الغيب محتجا بهذه الآية : «إن رسول الله هو المرتضى عند الله ، ونحن ورثة ذلك الرسول الذي أطلعه الله على غيبه فعلّمنا ما كان وما يكون إلى يوم القيامة» (بحار الأنوار : ١٢ / ٢٢ و ١٥ / ٧٤).
وقال أبو جعفر عليهالسلام : «(إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ) وكان والله محمد ممن ارتضاه» (الإرشاد الى ولاية الفقيه : ٢٥٧ ، وقريب منه في الخرايج والجرايح : ٣٠٦).
وقال : (ذلِكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ ـ تِلْكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ نُوحِيها إِلَيْكَ) آل عمران : ٤٤ ، هود : ٤٩ ، يوسف : ١٠٢.