وعلمه واجب لهم من وجوه : الأوّل أن الله سبحانه سطّر في اللوح المحفوظ علم ما كان وما يكون ، ثم أبرز إلى كل نبي منهم ما يكون له ولأوصيائه ، إلى ظهور الشريعة التي تأتي بعده حتى ختمت الرسل بفاتحهم ، وختمت الشرايع بخاتمها ، فوجب أن يكون عنده علم ما سبق وما يلحق إلى يوم القيامة ، لكونه خاتما لأن كتابه الجامع المانع ، ثم إنه ليلة المعراج لما وصل المقام الأسنى ، وكان قاب قوسين أو أدنى ، وعلا على اللوح المحفوظ رفعة وعلما ، وخوطب من الأسرار الإلهية بما ليس في اللوح ، فكان علم الغيب الأول والآخر عنده وله (١) ، بل هو اللوح المحفوظ لأنه السابق على الكل وجودا ، والممد للكل جودا ،
__________________
وقال : (وَعَلَّمَكَ ما لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ). النساء : ١١٣ ، وهي عامة.
(وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ) يس : ١٢. والإمام المبين هو أمير المؤمنين علي عليهالسلام (ينابيع المودة : ١ / ٧٧ ط. اسلامبول و ٨٧ ط. النجف ، وتفسير نور الثقلين : ٤ / ٣٧٩ مورد الآية والهداية الكبرى : ٩٨ الباب الثاني والأنوار النعمانية : ١ / ٤٧ و : ٢ / ١٨).
وقال تعالى : (وَما يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ) يونس : ٦١ ، وسبأ : ٣.
وقال عز من قائل : (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ كِتاباً) النبأ : ٢٩. وهم الكتاب المبين (ينابيع المودة : ١ / ٨١ ط. النجف و ١ / ٧١ ط. تركيا ومشارق أنوار اليقين : ١٣٦).
وقال تعالى : (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ) الأعراف : ١٥٦.
فروي عن الإمام الباقر عليهالسلام في تفسيرها : «علم الإمام ، ووسع علمه الذي هو من علمه كل شيء» (نور الثقلين : ٢ / ٧٨ ح ٢٨٨ عن الكافي).
وقال أمير المؤمنين عليهالسلام : «أنا رحمة الله التي وسعت كل شيء» (الهداية الكبرى : ٤٠٠).
(١) الصحيح أن زمن علمهم هو عالم الأنوار وقد فصلناه في كتاب علم آل محمد عليهمالسلام وإليك مجمله :
* زمن علم آل محمد عليهمالسلام
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله «نبئت وآدم بين الروح والجسد» «وجبت النبوّة لي وآدم بين الروح والجسد» «كنت نبيّا وآدم بين الروح والجسد» (فضائل ابن شاذان : ٣٤ ، كنز العمال : ١٢ / ٤٢٦ ح ٣٥٥٨٤ و ١١ / ٤٠٩ ـ ٤٥٠ ح ٣٢١١٥ و ٣١٩١٧ ، والشريعة للاجري : ٤١٦ ـ ٤٢١ ـ عدّة أحاديث ـ ، والشفاء :
١ / ١٦٦ ، وسنن الترمذي : ٥ / ٥٨٥ ، والمعجم الكبير : ٢٠ / ٣٥٣ ، والفردوس بمأثور الخطاب :
٣ / ٢٨٤ ح ٤٨٥٤).
فكونه نبيّا ينبأ في غاية الوضوح والدلالة على تلقيه العلوم في ذلك العالم ؛ إذ يستحيل أن الله اتخذه نبيا ونبأه وهو فاقد للعلم.
وعن الإمام الباقر عليهالسلام : «إن الله أوّل ما خلق خلق محمّدا وعترته الهداة المهديين ، فكانوا أشباح نور