الأرض أفلاذ أكبادها ذهبا وفضة ، فيومئذ لا ينفع ذهب ولا فضّة (١).
ومن ذلك من إخباره بالغيب أنه مسح التراب عن وجه عمّار بن ياسر يوم الخندق وقال : تقتلك الفئة الباغية (٢).
وقال لأبي ذر : كيف أنت إذا طردت ونفيت وأخرجت إلى الربذة (٣)؟
وقال : تبنى مدينة بين دجلة ودجيل والفرات وقطر ، بل تجبى إليها خزائن الأرض ويكون الخسف بها (٤) ، يعني بغداد.
ومن كراماته صلىاللهعليهوآله أنّه لما اشتد الأمر على المسلمين يوم الخندق صعد صلىاللهعليهوآله مسجد الفتح وصلّى ركعتين ثم قال : اللهمّ إن تهلك هذه العصابة لن تعبد بعدها في الأرض ، فجاءت الملائكة فقالت : يا رسول الله إن الله قد أمرنا بالطاعة لك فمرنا بما شئت ، فقال : زعزعوا المشركين واطردوهم ، وكانوا من ورائهم ، ففعلوا ذلك ، فقال أبو سفيان لأصحابه : إن كنّا نقاتل أهل الأرض فلنا القدرة عليهم وإن كنّا نقاتل أهل السماء فما لنا طاقة بأهل السماء (٥).
ومن ذلك من أسرار مولده صلىاللهعليهوآله أن الملك سيف بن ذي يزن قال لعبد المطلب رضى الله عنه : إني أجد في الكتاب المكنون ، والعلم المخزون ، أنه إذا ولد بتهامة غلام بين كتفيه شامة ، كانت له الإمامة ، ولكم الزعامة إلى يوم القيامة ، تموت امّه وأبوه ويكفله جدّه وعمّه ، ولد في عام الفيل وتوفي أبوه وهو ابن شهرين. وماتت امّه وهو ابن أربع سنين ، ومات عبد المطلب وهو ابن ثمان سنين ، وكفله عمّه أبو طالب عليهالسلام (٦).
ومن كراماته صلىاللهعليهوآله أن أباذر لما جاء إليه وأسلم على يده قال له : ارجع إلى بلادك فإنّ ابن عمّك قد مات ، وقد خلف مالا فاحتو عليه والبث في بلادك إلى وقت كذا وأتني.
__________________
(١) بحار الأنوار : ٦ / ٣٠٧ ح ٦ بتفاوت.
(٢) مسند البزار : ٢ / ٢١٥ ح ٦٠٤ ، والمعجم الأوسط : ٩ / ١٩٨ ح ٨٤٢٧ ، ومسند الشاسي : ١ / ٣٤٢ ، والمستدرك : ٣ / ١٣١.
(٣) البحار : ١٨ / ١١١ ح ١٨.
(٤) البحار : ١٨ / ١١١ ح ١٨.
(٥) بحار الأنوار : ٢٠ / ٢٤٨ ح ١٧.
(٦) بحار الأنوار : ١٥ / ١٨٨ ح ١١ عن الكافي.