فأما الغابر فعلم ما كان ، وأما المزبور فعلم ما يكون ، وأما النكت في القلوب فهو الإلهام ، وأما النقر في الأسماع فهو حديث الملائكة ، وأما الجفر الأحمر ففيه سلاح رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وأما الجفر الأبيض فوعاء فيه التوراة والإنجيل والزبور والكتب الأولى ، وأمّا مصحف فاطمة ففيه ما يكون من الحوادث ، واسم من يملك إلى يوم القيامة ، وأما الجامعة ففيها جميع ما يحتاج الناس إليه حتى أرش الخدش ، وعندنا صحيفة فيها اسم من ولد ومن يولد ، واسم أبيه وأمّه من الذر إلى يوم القيامة ، ممّن هو من أعدائنا ، ذلك فضل الله علينا وعلى الناس (١).
ومن ذلك : ما رواه أحمد البرقي عن أبيه عن سدير الصيرفي قال : رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآله في النوم وبين يديه طبق مغطى ، فدنوت منه وسلّمت عليه ، فكشف الطبق وإذا فيه رطب ، فقلت : يا رسول الله ناولني رطبة ، فأكلتها ، ثم طلبت أخرى فناولني حتى أكلت ثمان رطبات ، فطلبت أخرى فقال : حسبك.
قال : فلما استيقظت من الغد دخلت على الصادق عليهالسلام وإذا بين يديه طبق مغطى كما رأيته في المنام ، فكشف عنه ، وإذا فيه رطب ، فقلت : جعلت فداك ناولني رطبة ، فناولنيها فأكلتها ، ثم سألته أخرى فأعطاني ، فناولني ثمان رطبات فأكلتهن ، ثم سألته أخرى ، فقال : حسبك لو زادك جدّي صلىاللهعليهوآله لزدتك (٢).
__________________
(١) الإرشاد للمفيد : ٢ / ١٨٦ كلام الصادق حول ميراث الرسول ، وأصول الكافي : ١ / ٢٣٨.
(٢) بحار الأنوار : ٤٧ / ٦٣ ح ٢.