هو واحد لا ينقسم تقديرا ولا حدا ، واحدا لا يقارب نظيرا ولا ضدّا ، واحدا ذاتا ونعتا ، وكلمة وعدا ، فله الوحدة اللائقة بكرم وجهه ، وعز جلاله ، كالإلهية المحضة ، والإله المطلق هو الله سبحانه ، كل الكل ، ومعبود الكل ، وخالق الكل ، والعالي على الكل ، والمتعالي عن الكل ، والعلي عن الكل ، والمنزّه عن الكل ، والبريء عن الكل ، والعالم بالكل ، والمظل على الكل ؛ والمطّلع على الكل ، والحافظ الكل ، والحفيظ على الكل ، والقائم بالكل ، والقيوم على الكل.
فالرب الأزل القديم واحد حقا ، وصمد يبقى ، وقيوم معبود صدقا ؛ فسبحان من تفرّد بالوحدانية والجلال ، وتقدّس بالمجد والجمال ، وتعزّز بالبقاء والكمال ، وحكم على الخليقة بالفناء والزوال ، فكل شيء هالك إلّا وجهه ، فليس على الحقيقة معبود حق إلّا الله وحده لا إله إلّا الله ، لا إله إلّا الله نفي وإثبات ، والحق ثابت لم يزل ولا يزال ، والضد جل عن الضدّ ، عدم محض ، ينفي الغير من وقع النفي والإثبات ، فمعنى كلمة التوحيد ، وآية التجريد أنه لا إله في وجود ، حي موجود ، له الركوع والسجود ، واحد لذاته ، غني عن جميع مخلوقاته ، قادر عالم ، حي سميع ، بصير مريد ، كاره غني ، واحد منزّه عن كل نقص ، طاهر من كل عيب ، ذاته وصفاته ، مستحق للعبادة ، لا إله إلّا الله اسمه ، والرحمن نعته ، والأحد ذاته ، والواحد صفاته ، واسمه الله ، عز عن اسم ، علم لذاته المقدّسة ، جامع لجلال صفات الجلال والعظمة ، مانع من الشركة في الحقيقة والتسمية الرحمن ، ولا شبيه [له ولا] يسمّى أحد بأسمائه ، ولا شريك له في ملكه وكبريائه ، ولا شبه له في عظمته وآلائه ، ولا منازع له في أمره وقضائه ، ولا معبود سواه في أرضه وسمائه ، ربّ قديم ، وملك عظيم ، غني كريم ، لا شريك له في الإلهية ، ولا شبيه له في الماهية ، جلّ عن الشبيه والمثيل ، وتعالى عن التشبيه والتمثيل ، عز عن ولد ينفعه ، وتقدّس عن عدد يجمعه ، الواحد الأحد ، الذي لا يشبهه أحد ، ولا يساويه أحد ، له الجلال الباهر ، والجبروت القاهر ، والملكوت الزاهر ، والسلطان الفاخر ، هو الأوّل والآخر ، والباطن والظاهر ، الأوّل بالذات ، والآخر بالصفات ، والظاهر بالآيات ، والباطن عن التوهمات ، حارت في إدراك ملكات ملكوته مذاهب التفكير ، وغارت عن الرسوخ في علمه جوامع التفسير ، تاهت العقول في تيه عظمته ، وهامت الأوهام في بيداء عزّته ، حماها نور الأحدية ، وغشاها جلال سبحات الربوبية ، عن إدراك حقيقته الإلهية ،