فيه : اصمت والزم بيتك واعبد ربّك حتى يأتيك اليقين ، ففعل ثم دفعه إلى محمد ابنه عليهالسلام ففك خاتما فوجد فيه : حدّث الناس وافتهم ، ولا تخافنّ إلّا الله فلا سبيل لأحد عليك ، ففعل ، ثم دفعه إلى ابنه جعفر ففك خاتما فوجد فيه : حدّث الناس وافتهم وانشر علوم آبائك وصدق أهل بيتك ، ولا تخافنّ أحدا إلّا الله هكذا حتى مضى ، ثم صار إلى القائم عليهالسلام (١).
يشهد بصحّة هذا الإيراد حديث اللوح الذي رواه جابر عن الزهراء عليهاالسلام وهو لوح أهداه الله إلى رسوله فيه اسمه واسم الخلفاء من بعده نسخته : «بسم الله الرحمن الرحيم» هذا كتاب من الله العزيز الحكيم إلى محمد نبيّه وسفيره نزل به الروح الأمين من رب العالمين ، عظّم يا محمد أمري ، واشكر نعمائي ، إنّني أنا الله لا إله إلّا أنا فمن رجا غير فضلي ، وخاف غير عدلي ، عذّبته عذابا أليما ، فإيّاي فاعبد ، وعليّ فتوكل ، إنني لم أبعث نبيّا قط فأكملت أيّامه إلّا جعلت له وصيّا وإني فضلتك على الأنبياء وجعلت لك عليا وصيّا ، وكرمتك بشبليك وسبطيك حسن وحسين ، وجعلت حسنا معدن وحيي بعد أبيه ، وجعلت حسينا خازن وحيي وأكرمته بالشهادة ، وأعطيته مواريث الأنبياء فهو سيّد الشهداء ، وجعلت كلمتي الباقية في عقبه أخرج منه تسعة أبرار هداة أطهار منهم سيّد العابدين وزين أوليائي ، ثم ابنه محمد شبيه جدّه المحمود الباقر لعلمي ، هلك المرتابون في جعفر ، الراد عليه كالراد عليّ ، حق القول منّي أن أهيج بعده فتنة عمياء ، من جحد وليا من أوليائي فقد جحد نعمتي ، ومن غيّر آية من كتابي فقد افترى عليّ ، ويل للجاحدين فضل موسى عبدي وحبيبي ، وعلي ابنه وليي وناصري ، ومن أضع عليه أعباء النبوّة يقتله عفريت مريد ، حق القول منّي لأقرنّ عينه بمحمد ابنه موضع سرّي ، ومعدن علمي ، وأختم بالسعادة لابنه علي الشاهد على خلقي ، أخرج منه خازن علمي الحسن الداعي إلى سبيلي ، وأكمل ديني بابنه زكي العالمين عليه كمال موسى ، وبهاء عيسى ، وصبر أيوب ، يذلّ أولياؤه في غيبته ويتهادون برؤوسهم إلى الترك والديلم ، ويصبغ الأرض بدمائهم ويكونون خائفين أولئك أوليائي حقّا ، بكم أكشف الزلازل والبلاء ، (أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) (٢).
__________________
(١) بحار الأنوار عن الكافي : ٣٦ / ١٩٢ ح ١.
(٢) بحار الأنوار : ٣٦ / ١٩٨ ح ٣ والحديث طويل / والاية ١٥٧ من سورة البقرة.