به بغير واسطة ، ممّا لم ينله ملك مقرّب ولا نبي مرسل ، وأن ذلك كله وصل إلى أمير المؤمنين ورآه كما رآه ، وإليه الإشارة بقوله : «إنك ترى ما أرى وتسمع ما أسمع» (١) فما عرف الله سبحانه من جميع الخلائق بهذه المعرفة إلّا هم ، وكذلك ما عرف محمدا وعليا على ما هم عليه إلّا الله الذي أوجدهم من نور عظمته ، وخصّهم بسرّه وكرامته ، وجعلهم في علو المقام تحت ذاته ، وفوق جميع مخلوقاته ؛ ومن ذا الذي يحصي عدد أوراق الأشجار ، وقطرات الأمطار ، وذرّات القفار ، ورشحات البحار؟!
ووجه آخر في معنى قوله : ما عرف الله إلّا أنا وأنت ، والمراد أنه ليس بيننا وبين الله واسطة من المخلوقات ، بل نحن أوّل المخلوقات والخلائق ، وعين الحقائق ، ونحن في مقامنا اللاحق سادة العبيد ، وعبيد الحق.
__________________
(١) تقدّم الحديث.