ـ وإليه الإشارة بقوله : (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ) (١) والمؤمنون علي وعترته فالعزّة للنبي وللعترة ، والنبي والعترة لا يفترقان إلى آخر الدهر ـ.
فهم رأس دائرة الإيمان وقطب الوجود ، وسماء الجود ، وشرف الموجود ، وضوء شمس الشرف ونور قمره ، وأصل العزّ والمجد ومبدؤه ومعناه ومبناه ، فالإمام هو السراج الوهاج ، والسبيل والمنهاج ، والماء الثجاج ، والبحر العجاج ، والبدر المشرق والغدير المغدق ، والمنهج الواضح المسالك ، والدليل إذا عمت المهالك ، والسحاب الهاطل ، والغيث الهامل ، والبدر الكامل ، والدليل الفاضل ، والسماء الظليلة ، والنعمة الجليلة ، والبحر الذي لا ينزف ، والشرف الذي لا يوصف ، والعين الغزيرة ، والروضة المطيرة ، والزهر الأريج ، والبدر البهيج ، والنير اللائح والطيب الفائح ، والعمل الصالح والمتجر الرابح ، والمنهج الواضح ، والطيب الرفيق ، والأب الشفيق ، ومفزع العباد في الدواهي ، والحاكم والآمر والناهي ، أمير الله على الخلائق ، وأمينه على الحقائق ، حجّة الله على عباده ، ومحجّته في أرضه وبلاده ، مطهر من الذنوب ، مبرأ من العيوب ، مطلع على العيوب ، ظاهره أمر لا يملك ، وباطنه غيب لا يدرك ، واحد دهره ، وخليفة الله في نهيه وأمره ، لا يوجد له مثيل ، ولا يقوم له بديل.
فمن ذا ينال معرفتنا ، أو ينال درجتنا ، أو يدرك منزلتنا. حارت الألباب والعقول ، وتاهت الأفهام فيما أقول ، تصاغرت العظماء وتقاصرت العلماء ، وكلت الشعراء وخرست البلغاء ، ولكنت الخطباء ، وعجزت الشعراء ، وتواضعت الأرض والسماء ، عن وصف شأن الأولياء ، وهل يعرف أو يوصف ، أو يعلم أو يفهم ، أو يدرك أو يملك ، شأن من هو نقطة الكائنات ، وقطب الدائرات ، وسرّ الممكنات ، وشعاع جلال الكبرياء ، وشرف الأرض والسماء؟
جل مقام آل محمد عن وصف الواصفين ، ونعت الناعتين ، وأن يقاس بهم أحد من العالمين ، وكيف وهم النور الأوّل ، والكلمة العليا ، والتسمية البيضاء ، والوحدانية الكبرى ، التي أعرض عنها من أدبر وتولّى ، وحجاب الله الأعظم الأعلى ، فأين الأخيار من هذا؟ وأين العقول من هذا ، ومن ذا عرف ، من عرف؟ أو وصف من وصف ، ظنّوا أن ذلك في غير آل محمد ، كذبوا وزلّت أقدامهم ، واتخذوا العجل ربّا ، والشيطان حزبا ، كل ذلك بغضة لبيت
__________________
(١) ـ المنافقون : ٨.