كم يعذلوني في هواك تعنفا |
|
أنا عاشق أنا عاشق أنا عاشق |
هذه شمة من أزهار أسرار إمام الأبرار ورشحة من نثار زخار منبع الأسرار ، فقل للمنكر والمرتاب والكفور : موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور.
فصل
[آل محمّد صلىاللهعليهوآله صفات الديان]
آل محمد صلوات الله عليهم أجمعين صفات الديان ، وصفوة المنان ، وخاصّة الرحمن وسفراء الغيب والقرآن ، فليس للخلق على عظمتهم نسبة ، ولا بعظيم جلالهم معرفة ، فمعرفة العامة لعلي أنّه فارس الفرسان ، وقاتل الشجعان ومبيد الأقران ، ومعرفة الخاصة له أفضل من فلان وفلان ؛ فلذلك إذا سمعوا أسراره أنكروا واستكبروا وذهلوا وجهلوا وهم في جهلهم غير ملومين لأنهم لو عرفوا أن محمدا هو الواحد المطلق ، وأن عليا هو العلي المطلق ، فلهما الولاية على الكل ، والسبق على الكل ، والتصرّف في الكل ، لأنّهما العلّة في وجود الكل ، فلهما السيادة على الكل ، لكنّهما خاصة إله الكل ، وعبدي إله الكل ، ومختاري معبود الكل ، سبحانه إله الكل ، ورب الكل ، وفالق الكل ، ومفضل محمد وعلي على الكل ، والمستعبد بولايتهم وطاعتهم الكل ، فمن عرف من مراتب الإبداع والاختراع هذا القدر وتدبّره ، عرف مقام آل محمد وخبره ، وإليه الإشارة بقوله : (وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ) (١) لكنّهم ردّوه وما دروه فأنكروه وما عرفوه ومن جاءهم بشيء منه كذّبوه وكفروه ، وهذا شأن أهل الدعوى أنهم لم يزالوا منغمسين في حياض التكذيب ، فيا وارد السراب دون الشراب ، والقانع بالعذاب دون الغلل العذاب ، هذا إبليس (لعنه الله) عدوّ الرحمن وهو يجري مجرى الدم في كل إنسان ويعلم خواطر القلوب ووساوس الصدور وهو اجس النفوس ، وإليه الإشارة بقوله : (أَوَمَنْ يُنَشَّؤُا فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصامِ غَيْرُ مُبِينٍ) (٢) ، وهو محيط بالخلائق مع جنوده ، وهذه صفات الربوبية ، فانظر إلى
__________________
(١) النساء : ٨٣.
(٢) الزخرف : ١٨.