تجري الأمور على ما يقضيه لا على ما يرتضيه ، وأعتقد أنه من عرف بهذا الاعتقاد وحّده ، ونزّهه عن مشاهدة المحدثات وعبده ، وأعلن شكر الإله وحمده ، فهو مؤمن مخلص قد شملته العناية والمنة ، ووجبت له النجاة والجنة ، وذلك كله بلطفه وعنايته وحوله وقوّته ومنّه وهدايته وإرشاده ودلالته.
فسبحان من ابتدأ بالفضل ، وكلف بالعدل ، ومدح العلم وذم الجهل ، وأفاض اللطف ، وأوضح السبيل ، ونصب الدليل ، وأرسل الرسل ، وبعث الأنبياء عليهمالسلام حكاما لإظهار أمره ، ونشر عدله ، ونصب الأوصياء عليهمالسلام أعلاما لكمال دينه ، وبيان فضله ، بعثهم بالهدى ودين الحق ، رسلا مبشّرين ومنذرين ، صادقين معصومين ، إليه يدعون ، وعنه يقولون ، وبأمره يعملون ، ثم جعلنا وله الحمد من امّة خير الأنبياء عليهمالسلام ، وأطيب مخلوق من الطين والماء ، وأشرف مبعوث شرفت به الأرض والسماء ، الجسد المطهر ، والروح المقدس المعطر ، الذي تعطرت به البطحاء ، البشير النذير ، السراج المنير ، أوّل الأنبياء بالنور ، وآخرهم بالظهور ، وسرهم في الأصلاب والظهور ، أكرمهم شيعة ، وأعظمهم شريعة ، وأفصحهم كلاما ، وأرفعهم قدرا ، وأشرفهم كتابا ، وأعزّهم جنابا ، أشرف من تشرّفت به الأعواد والأعضاء (١) المنطق الالهي ، أفصح من نطق بالضاد ، النبي الكريم صلىاللهعليهوآله ، والرؤوف الرحيم ، الأوّل ، الآخر ، الباطن ، الظاهر ، الفاتق ، الراتق ، الفاتح ، الخاتم ، العالم ، الحاكم ، الشاهد ، القاسم ، المؤيّد ، المنصور ، أبي القاسم محمد بن عبد الله ، الحميد المحمود ، الصادق الأمين ، العزيز المبين ، المنتجب من خاص الطين ، المبعوث رحمة للعالمين ، صفي الله وصفوته ، وإمام أصفيائه يوم البعث والنشور ، خاتم الأنبياء والمرسلين ، وسيّد الأوّلين والآخرين ، صلىاللهعليهوآله الطاهرين.
آمنّا بالله وبمحمّد صلىاللهعليهوآله ، وبما دعانا إليه ، واتبعنا النور الذي أنزل معه (٢) ، وهدانا إليه ، وصيّه الذي خصّ بالولاء واللواء والإخاء (٣) ، نص النبي عليه ، أخاه وأمينه ، وخليفته وقائد جيشه ، وحامل رايته ، وسلطان رسالته ، وإمام أمّته ، مفديه بروحه ، ومتساويه
__________________
(١) كذا بالأصل.
(٢) وفي الحديث أنه أمير المؤمنين عليهالسلام راجع : تفسير نور الثقلين : ٢ / ٨٣ ح ٣٠٠.
(٣) إشارة إلى حديث المؤاخاة وحديث الغدير وحديث الراية في خيبر.