وابن عمّه في الحرم ، وظهر الخفي فوافق الوسمي ، فعند ذلك يقبل المشوم بجمعه المظلوم ، فيطاهي الروم ويقتل القروم ، فعندها ينكسف كسوف إذا جاء الزخوف وصفّ الصفوف ، ثم يخرج ملك من اليمن من صنعاء وعدن أبيض كالشطن ، اسمه حسين أو حسن ، فيذهب بخروجه غمر الفتن ، فهناك يظهر مباركا زكيا ، وهاديا مهديا ، وسيّدا علويّا ، فيفرح الناس إذا أتاهم بمن الله الذي هداهم ، فيكشف بنوره الظلماء ، ويظهر به الحق بعد الخفاء ، ويفرّق الأموال في الناس بالسواء ، ويغمد السيف فلا يسفك الدماء ، ويعيش الناس في البشر والهناء ، ويغسل بماء عدله عين الدهر من القذى ، ويرد الحق على أهل القرى ، ويكثر في الناس الضيافة والقرى ، ويرفع بعدله الغواية والعمى ، كأنه كان غبارا فانجلى ، فيملأ الأرض قسطا وعدلا ، والأيام حبّا ، وهو علم الساعة بلا امتراء (١).
هذا كلام سطيح وإخباره بالغيب في قديم الأيام ، وليس بنبي ولا إمام ، وأنت بالمرصاد في تكذيب أحاديث علي وعترته ، تكذّب ما نطقوا به من الغيب. أليس هو القائل وقوله الحقّ : «إن بين جنبي علما جمّا آه لو أجد له حملة» (٢) ، وقوله : لقد احتويت على مكنون علم لو بحت به لا ضطربتم اضطراب الأرشية في الطوي (٣).
وليس ذلك علم الشرع ، وإلّا لوجب عليه تعليمه ، ولكن غامض الأسرار التي قال فيها : «ولكن أخاف أن تكفروا بي وبرسول الله صلىاللهعليهوآله» (٤) وقد روى أبو عبيدة الحذاء ، عن أبي جعفر عليهالسلام أنه قال : إنّ أحبّ أصحابي إليّ أمهرهم وأفقههم في الحديث ، وإن أسوأهم وأكثرهم عنتا ومقتا الذي إذا سمع الحديث يروى إلينا وينقل عنّا لم يعقله عقله ، ولم يقبله قلبه ، واشمأز من سماعه وكفر به وجحده ، وكفّر من رواه ودان به ، فصار بذلك كافرا بنا وخارجا عن ولايتنا (٥).
__________________
(١) بحار الأنوار : ٥١ / ١٦٢ بتفاوت بسيط.
(٢) تقدّم الحديث.
(٣) في المصادر في الطوي البعيدة ، نهج البلاغة : ٥٢ الخطبة ٥ ، والتذكرة الحمدونية : ١ / ٩١ ح ١٦٦.
(٤) نهج البلاغة : ٢٥٠ الخطبة ١٧٥.
(٥) بحار الأنوار : ٢٥ / ٣٦٥ ح ٦.