الداخلة تحت جنسها العالي وأنواعها ، فإنهم ينكرون الأكثر من ذلك ويكتفون منها بما ذكر ، وينسبون الباقي إلى قول الغلاة ، وإليه الإشارة بقوله صلىاللهعليهوآله : «ما اختلفوا في الله ولا فيّ وإنّما اختلفوا فيك يا علي».
فإذا قلت لهم : ما التوحيد وما جنسه وما فصوله وما القدر الواجب من معرفته؟ قالوا : أما الجنس من التوحيد فأن تعرف أن الله تعالى موجود واجب الوجود ، وإذا كان واجب الوجود فهو هو هو والذي هو لم يزل ولا يزال ، وأما فصل التوحيد فالسلب والإيجاب ، أما الإيجاب فأن تثبت للحي المعبود من الصفات ما يجب إثباته ، وأما السلب فأن تنفي عن ذاته المقدّسة ما يجب نفيه ، كل ذلك بالدليل ، ومن لم يعرف من التوحيد هذا القدر فليس بموحد!
فصل
إذا قلت لهم يوما النبوة ما جنسها؟ وما فصولها وما الواجب من معرفتها؟ قالوا : إن النبي المرسل هو المبعوث إلى الناس كافة ، المخبر عن الوحي السماوي بواسطة الملك ، وأما فصولها فالعصمة وطهارة المولد ، وأنه لا نبي بعده.