فقال : ما كان ، وما هو كائن إلى يوم القيامة (١).
واشترط فيه البداء وهو النسخ (يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ) وصار علم اللوح إلى النبي صلىاللهعليهوآله ثم إلى الأوصياء إلى آخر الدهر ، وذلك لأن ما في اللوح إن كان الخلق لا يحتاجون إليه فما الفائدة في سطره؟ وإن كان محتاجا إليه وهو محجوب عنهم فالحكمة لا تقتضي حجب الفوائد ، وإن كان غير محجوب فإمّا أن يعلمه الخاص دون العام أو كلاهما معا؟ فإن علمه الخاص فخاصة الله وآل محمد ، وان علمه العام فما يعلمه العام ، فالخاص بعلمه أولى ، وإلى هذا المعنى أشار ابن أبي الحديد فقال :
علام أسرار الغيوب ومن له |
|
خلق الزمان ودارت الأفلاك |
الجوهر النبوي لا أعماله |
|
ملق ولا توحيده إشراك |
فصل
وإلى هذا المعنى أشار بقوله في خطبة التطنجية : ولقد علمت ما فوق الفردوس الأعلى وما تحت الأرض السابعة السفلى ، وما بينهما وما تحت الثرى ، كل ذلك علم إحاطة لا علم إخبار ، ولو شئتم لأخبرتكم بآبائكم أين كانوا ، وأين صاروا اليوم (٢).
__________________
(١) بحار الأنوار : ٥٧ / ٣٦١ ـ ٣٦٨ ح ٥.
(٢) راجع بحار الأنوار : ٦٠ / ٢٥٩ ـ ٢٦٨.