الولي مكان مشية الرب العلي ، ولسانه منبع حكمته ، يفعل ما يريد الله ، ويريد ما يفعل.
فصل
وأما الحكم المطلق فكما مر ، لأن الولاية لها الحكم من البداية إلى النهاية ، لأن الولاية علم اليقين وحق اليقين ، لا ينسخ ولا يتغيّر ولا يتبدّل بتغيّر الزمان ، ولا ينسخ كنسخ الشرائع والأديان ، ولا يختم لأنه ختم الأكوان ، ولا تسبق لأن لها السبق بالكون والمكان ، فعهدها مأخوذ من الأزل ولم يزل ، يتسلّمها ولي من ولي ورضي من رضي إلى يوم القيامة ، لأن الرب الملك الحق المبين أخذ لها العهد على أسماء قبل خلق الأرضين والسّموات ، وهي الختم والكمال لكل دين ، ولها الحكم عند نصب الموازين ، وويل للمكذّب بيوم الدين ، وإلى هذا البرهان المبين الإشارة من قول الصادقين : سبحان من خلق السّموات والأرضين ، وما سكن في الليل والنهار بمحمد وآل محمد صلىاللهعليهوآله.
__________________
من الروايات والأحاديث فإن الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآله والأئمة عليهمالسلام كانوا قبل هذا العالم أنوارا ؛ فجعلهم الله بعرشه محدقين وجعل لهم من المنزلة والزلفى ما لا يعلمه إلّا الله» (الحكومة الاسلامية : ٥٢).