يؤيّد هذا ما رواه سليم بن قيس عن رسول الله صلىاللهعليهوآله أنه قال : علي في السماء السابعة كالشمس في الدنيا لأهل الأرض ، وفي السماء الدنيا كالقمر في الليل لأهل الأرض ، أعطى الله عليا من الفضل جزءا لو قسّم على أهل الأرض لوسعهم ، وأعطاه من العلم جزءا لو قسّم على أهل الأرض لوسعهم (١) ، اسمه مكتوب على كل حجاب في الجنة بشّرني به ربّي ، علي محمود عند الحق ، عظيم عند الملائكة ، علي خاصّتي وخالصتي ، وظاهري وباطني ، وسرّي وعلانيتي ، ومصاحبي ورفيقي وروحي وأنيسي ، سألت الله أن لا يقبضه قبلي ، وأن يقبضه شهيدا ، وإني دخلت الجنة فرأيت له حورا أكثر من ورق الشجر ، وقصورا على عدد البشر ، علي منّي وأنا من علي ، من تولّى عليا فقد تولّاني ، حبّه نعمة واتباعه فضيلة ، لم يمش على وجه الأرض ماش أكرم منه بعدي ، أنزل الله عليه رداء الفضل والفهم ، وزيّن به المحافل ، وأكرم به المؤمنين ونصر به العساكر وأعزّ به الدين ، وأخصب به البلاد وأعزّ به الأخيار ، مثله كمثل بيت الله الحرام يزار ولا يزور ، ومثله كمثل القمر إذا طلع أضاءت الظلم ، ومثل الشمس إذا طلعت أضاءت الحنادس ، وصفه الله في كتابه ومدحه في آياته وأجرى منازله فهو الكريم حيّا والشهيد ميّتا ، وإن الله قال لموسى ليلة الخطاب : يا بن عمران إنّي لا أقبل الصلاة إلّا ممّن تواضع لعظمتي ، وألزم قلبه خوفي ومحبّتي وقطع نهاره بذكري ، وعرف حق أوليائي الذين لأجلهم خلقت سماواتي وأرضي وجنّتي وناري ، محمد وعترته فمن عرفهم وعرف حقّهم جعلته عند الجهل علما وعند الظلمة نورا ، وأعطيته قبل السؤال وأجبته قبل الدعاء (٢).
ومن ذلك ما رواه وهب بن منبه قال : إن موسى ليلة الخطاب وجد كل شجرة ومدرة في الطور ناطقة بذكر محمد ونقبائه ، فقال : ربّي إنّي لم أر شيئا ممّا خلقت إلّا وهو ناطق بذكر محمد ونقبائه ، فقال الله : يا بن عمران إني خلقتهم قبل الأنوار ، وجعلتهم خزانة الأسرار ، يشاهدون أنوار ملكوتي ، وجعلتهم خزانة حكمتي ، ومعدن رحمتي ولسان سري وكلمتي ، خلقت الدنيا والآخرة لأجلهم ، فقال موسى : ربي فاجعلني من أمّة محمد ، فقال : يا بن عمران إذا
__________________
(١) بحار الأنوار : ٣٩ / ٣٧ ح ٧.
(٢) بحار الأنوار : ٢٦ / ٢٦٧ ح ١.