لهم ، وحكمه إليهم ، ومعول المؤمنين فيه عليهم.
وقوله الذين : (يُقِيمُونَ الصَّلاةَ) ، قال : الصلاة بالحقيقة حب علي ، إن الصلاة هي الصلة بالله ، ولا صلة للعبد بعفو الرب ورحمته وجواره إلّا بحب علي ، فمن أقام حب علي فقد أقام الصلاة ، وكل صلاة غيرها من المكتوبة المشروعة إذا لم يكن معها الولاية فهي مجاز ، لا بل ضلال ووبال ، لأنه قد عبد الله بغير ما أمر ، فهو ضال في سلوكه ، عاص في طاعته ، معاقب في عبادته.
قوله : (وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ) ، قال : الإنفاق الواجب الذي تحيى فيه النفوس ، وتنجو به الأرواح والأجساد من العذاب الأليم ، وهو معرفة آل محمد ، وكل إنفاق غير هذا فهو مجاز ، وإن كان واجب الانفاق ، وما أفعل بإنفاق يقوى به النفاق؟
قوله : (وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ) ، يعني في حق علي ، لأنهم إن لم يؤمنوا بما أنزل في حق علي فليس إيمانهم بغيره إيمانا ، وإن قيل إيمان فهو مجاز لا ينفع .. وإليه الإشارة بقوله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا) (١) ؛ فذكر أنهم آمنوا وسمّاهم مؤمنين ، ثم قال لهم : آمنوا ، وهذا تنافس ، وليس بتناقض ، ولكن معناه : يا أيها الذين آمنوا بمحمد آمنوا بعلي حتى يتم إيمانكم.
قوله : (أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ) ، يعني في حق علي.
قوله : (وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ) (٢) ، يعني يصدقون أن حكم الآخرة لعلي ، كما أن حكم الدنيا مسلم إليه ، (أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ) ، قال بهذا الدين.
(وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) قال : بهذه المعرفة.
__________________
(١) النساء : ١٣٦.
(٢) الآيات من أوّل سورة البقرة.