وسوّي عليّ اللبن وضربت عليّ القباب (١).
فصل
[كنه علي عليهالسلام]
ومن خطبة له عليهالسلام ، بعد انصرافه من قتل الخوارج ، فقال فيها بعد حمد الله والصلوات على محمد صلىاللهعليهوآله : أنا أوّل المسلمين ، أنا أوّل المؤمنين ، أنا أوّل المصلّين ، أنا أوّل الصائمين ، أنا أوّل المجاهدين ، أنا حبل الله المتين ، أنا سيف رسول ربّ العالمين ، أنا الصدّيق الأكبر ، أنا الفاروق الأعظم ، أنا باب مدينة العلم ، أنا رأس الحلم ، أنا راية الهدى ، أنا مفتي العدل ، أنا سراج الدين ، أنا أمير المؤمنين ، أنا إمام المتّقين ، أنا سيّد الوصيّين ، أنا يعسوب الدين ، أنا شهاب الله الثاقب ، أنا عذاب الله الواصب ، أنا البحر الذي لا ينزف ، أنا الشرف الذي لا يوصف ، أنا قاتل المشركين ، أنا مبيد الكافرين ، أنا غوث المؤمنين ، أنا قائد الغرّ المحجلين ، أنا أضراس جهنّم القاطعة ، أنا رحاها الدائرة ، أنا ساق أهلها إليها ، أنا ملقي حطبها عليها.
أنا اسمي في الصحف عاليا ، وفي التوراة بريا ، وعند العرب عليا ، وإن لي أسماء في القرآن عرفها من عرفها.
أنا الصادق الذي أمركم الله باتباعه فقال : (وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) (٢) ، أنا صالح المؤمنين ، أنا المؤذن في الدنيا والآخرة ، أنا المتصدّق راكعا ، أنا الفتى ابن الفتى أخو الفتى ، أنا الممدوح ب (هَلْ أَتى) ، أنا وجه الله ، أنا جنب الله ، أنا علم الله ، أنا عندي علم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة ، لا يدّعي ذلك أحد ولا يدفعني عنه أحد ، جعل الله قلبي مضيئا ، وعملي رضيا ، لقنني ربي الحكمة وغذاني بها ، لم أشرك بالله منذ خلقت ، ولم أجزع منذ حملت ، قتلت صناديد العرب وفرسانها ، وأفنيت ليوثها وشجعانها ، أيّها الناس ، سلوني عن علم مخزون وحكمة مجموعة (٣).
__________________
(١) البحار : ٤١ / ٥ ح ٥ بتفاوت. وقريب منه في : ٤٠ / ٥٥ ح ٩٠ ضمن حديث طويل عن النبي صلىاللهعليهوآله.
(٢) الدهر : ١.
(٣) نفحات الأزهار للميلاني : ١٠ / ٢١٣.