صاحب سيل العرم ، أنا صاحب الأسرار المكنونات ، أنا صاحب عاد والجنات ، أنا صاحب ثمود والآيات ، أنا مدمّرها ، أنا مزلزلها ، أنا مرجعها ، أنا مهلكها ، أنا مدبرها ، أنا بانيها ، أنا داحيها ، أنا مميتها ، أنا محييها ، أنا الأوّل ، أنا الآخر ، أنا الظاهر ، أنا الباطل ، أنا مع الكور قبل الكور ، أنا مع الدور قبل الدور ، أنا مع القلم قبل القلم ، أنا مع اللوح قبل اللوح ، أنا صاحب الأزلية الأولية ، أنا صاحب جابلقا وجابرسا ، أنا صاحب الرفوف وبهرم ، أنا مدبر العالم الأول حين لا سماؤكم هذه ولا غبراؤكم.
قال : فقام إليه ابن صويرمة فقال : أنت أنت يا أمير المؤمنين؟
فقال : أنا أنا لا إله إلّا الله ربّي ورب الخلائق أجمعين ، له الخلق والأمر ، الذي دبّر الأمور بحكمته ، وقامت السّموات والأرض بقدرته ، كأني بضعيفكم يقول ألا تسمعون إلى ما يدّعيه ابن أبي طالب في نفسه ، وبالأمس تكفهر عليه عساكر أهل الشام فلا يخرج إليها؟
وباعث محمد وإبراهيم! لأقتلن أهل الشام بكم قتلات وأي قتلات ، وحقي وعظمتي لأقتلنّ أهل الشام بكم قتلات وأي قتلات ، ولأقتلن أهل صفين بكل قتلة سبعين قتلة ، ولأردنّ إلى كل مسلم حياة جديدة ، ولأسلمن إليه صاحبه وقاتله ، إلى أن يشفى غليل صدري منه ، ولأقتلن بعمّار بن ياسر وبأويس القرني ألف قتيل أو لا يقال لا وكيف وأين ومتى وأنى وحتى ، فكيف إذا رأيتم صاحب الشام ينشر بالمناشير ، ويقطع بالمساطير ، ثم لأذيقنّه أليم العقاب ، ألا فابشروا ، فإليّ يرد أمر الخلق غدا بأمر ربي ، فلا يستعظم ما قلت ، فإنا أعطينا علم المنايا والبلايا ، والتأويل والتنزيل ، وفصل الخطاب وعلم النوازل ، والوقايع والبلايا ، فلا يعزب عنّا شيء.
كأني بهذا وأشار إلى الحسين عليهالسلام قد ثار نوره بين عينيه ، فأحضره لوقته بحين طويل يزلزلها ويخسفها ، وثار معه المؤمنون في كل مكان ، وأيم الله لو شئت سمّيتهم رجلا رجلا بأسمائهم وأسماء آبائهم فهم يتناسلون من أصلاب الرجال وأرحام النساء ، إلى يوم الوقت المعلوم.
ثم قال : يا جابر ، أنتم مع الحق ومعه تكونون ، وفيه تموتون ، يا جابر إذا صاح الناقوس ، وكبس الكابوس ، وتكلّم الجاموس ، فعند ذلك عجائب وأي عجائب ، إذا أنارت النار ببصرى ،