فصل
لعلّك أيّها الشاك في دينه ، المرتاب في يقينه ، تقول : كيف صار الحجر ذهبا؟
أما عرفت أن القدرة في يد القادر ، والمراد من الأشياء غاياتها وغاية الحجر أن يصير ذهبا ، وإنّما يطلب الأمر الأعظم بالأعظم والعظيم من العظيم يرجى ، وغاية الغايات ونهاية النهايات ، وأعظم الأسماء وأقربها إلى حضرة الألوهية محمد وعلي ، والولاية مبتدأ النبوّة ونهايتها وبها تكمل أيام دولتها ، وإليه الإشارة بقوله : (إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي) (١) ، لأنه لما اتخذه نبيا لم يطلب ذاك لذريته ، ولما ألبسه خلعة الحلة ورفعه إلى رتبة الرسالة لم يطلب ذاك لذريته لعلّه ينسخ الشرائع ويغيرها ، فلما قال له (إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً) طلب ذاك لذريته ، لأن الإمامة لم ينلها نسخ فهي غاية الغايات لأنها ختم الدين ونقطة اليقين ، فهي سر السرائر ونور النور والاسم الأعظم ، فالدعاء باسم علي يحوّل التراب تبرا والأحجار جوهرا ودرا ، والظلمة نورا ، وتجعل في الشجر اليابس ثمرا ، ويعيد الأعمى بصيرا.
فصل
[فضائل لآل محمد عليهمالسلام]
اعلم أن إسرافيل عليهالسلام لقّنه الله كلمة بها ينفخ في الصور فيصعق أهل السّموات والأرض ، وهي الاسم الذي قامت به السّموات والأرض ، ثم يناديهم بها فيقوم بها الأموات ويحيي الرفات ويجمع الشتاب من العظام الدارسات وتعود بادرة كما ناداها الجبّار في الأزل فأجابت بالكلمات التامة التي لها التفريق والجمع والموت والحياة ، وهي رموز مستورة في
__________________
(١) البقرة : ١٢٤.