هَنِيئاً مَرِيئاً) (١) ، وإذا قال الله لعامة خلقه هنيئا مريئا فكيف تستعظم قوله لوليّه وعليّه هنيئا مريئا؟
ثم قلت له : أنت في اعتقادك في ولي معادك كمنافق مرّ في طريق فوافقه مؤمن فذكر عليا فقال المؤمن : صلى الله عليه ، فغاظ ذاك المنافق وقال : لا يجوز الصلاة إلّا على النبي ، فقال له المؤمن : فما تقول في قوله سبحانه (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ) (٢) فهذه الصلاة على من؟ قال : على أمة محمد ، فقال المؤمن : فكيف يجوز الصلاة على أمة محمد ولا يجوز الصلاة على آل محمد؟ فبهت الذي كفر.
فانظر أيّها المؤمن كيف يستعظم المنافق سجود النبي عند تعظيم الله لعلي ، وإليه أشار القرآن بقوله (فَما لَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) يعني بعلي (وَإِذا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لا يَسْجُدُونَ) (٣) والألف واللام في الذكر هنا للتخصيص ، ومعناه أن كل آية تتضمن اسم محمد وعلي ظاهرا أو باطنا فإنّها أعظم ما في القرآن ذكرا ، وإذا سجد هناك كان سجوده لله شكرا إذ عرّفه أعظم الآيات ذكرا وأعلاها عنده قدرا.
__________________
(١) النساء : ٤.
(٢) الأحزاب : ٤٣.
(٣) الانشقاق : ٢١.