الحساب وولي النعيم وولي العذاب ، وولي للمكذب والمرتاب.
الذين لفضل علي ينكرون ، ولما خصّه الله به من الآيات يجحدون ، وعن آياته يستكبرون ، وفي علو مقاماته يرتابون ويستعظمون ، وبها يكذبون وفيها يلحدون ، أولئك في العذاب محضرون ، وعن الرحمة مبعدون.
فلو أن أحدهم عمّر في الدنيا ما دارت الأفلاك وسبحت الأملاك ، وحج ألف حجّة ، وكان في أيامه مقبلا على الصيام والقيام ، وكان له من الحسنات بعدد ورق الأشجار ، ومن الطاعات بوزن رمل القفار ، ومن المبرّات بعدد قطر الأمطار ، ومن الخيرات بعدد ما في القرآن حرفا حرفا ، وبعدد كل حرف ألفا ألفا ، وقرأ كل كتاب نزل ، وفهم كل خطاب من العلم والعمل ، ورافق النبيين وصحب المرسلين ، وأقام في الصافين ، وقتل شهيدا بين الركن والمقام ، ثم أنكر من فضل علي حرفا ، وارتاب في فضله وأخفى ، لم ير في بعثه سعدا ، ولم يزدد من رحمة الله إلّا بعدا.