الدجنات وحلّت المشكلات.
وأمّا حقه على البيت الحرام فإن إبراهيم رفع شرفه وعلي رفع شرفه ، وأين رفع الشرف من رفع الشرف. وأما حقه على الرسل الكرام فإنّهم به كانوا يدينون وبحبّه كانوا يشهدون ، وبه دعوا عند القيام والظهور وسرّهم في الأصلاب والظهور.
وأما حقّه من المؤمنين فإنّ بحبّه تختم الأعمال وتبلغ الآمال.
وأمّا حقّه على الملائكة المقرّبين فإنّه هو النور الذي علّمهم التسبيح وأوقد لهم في رواق القدس من الذكر المصابيح ، وأمّا حقه على جنّات النعيم ودركات الجحيم ، فإنّه يحشر أهل هذه اليها ويلقي حطب هذه عليها.
وأمّا حقّه على الخاص والعام من سائر الأنام ، فإنّه لولاه لما كانوا ؛ لأنّه العلّة في وجودهم ، والفضل عند موجودهم.
يؤيّد هذا التأويل ما روي عن عائشة من كتاب المقامات قالت : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله في بيتي إذ طرق الباب ، فقال لي : قومي وافتحي الباب لأبيك يا عائشة.
فقمت وفتحت له فجاء فسلّم وجلس فردّ السلام ولم يتحرّك له ، فجلس قليلا ثم طرق الباب فقال : قومي وافتحي الباب لعمر ، فقمت وفتحت له فظننت أنه أفضل من أبي ، فجاء فسلّم وجلس فردّ عليه ولم يتحرّك له ، فجلس قليلا فطرق الباب. فقال : قومي وافتحي الباب لعثمان فقمت وفتحت له ، فدخل وسلّم فردّ عليه ولم يتحرّك له ، فجلس فطرق الباب فوثب النبي صلىاللهعليهوآله وفتح الباب فإذا علي بن أبي طالب عليهالسلام فدخل وأخذ بيده وأجلسه وناجاه طويلا ، ثم خرج فتبعه إلى الباب ، فلمّا خرج قلت : يا رسول الله دخل أبي فما قمت له ، ثم جاء عمر وعثمان فلم توقرهما ولم تقم لهما ، ثم جاء علي فوثبت إليه قائما وفتحت له الباب ، فقال : يا عائشة لما جاء أبوك كان جبرائيل بالباب فهممت أن أقوم فمنعني فلما جاء علي وثبت الملائكة تختصم على فتح الباب إليه ، فقمت وأصلحت بينهم ، وفتحت الباب له ، وأجلسته وقرّبته عن أمر الله ، فحدّثي بهذا الحديث عنّي ، واعلمي أن من أحياه الله متبعا للنبي ، عاملا بكتاب الله ، مواليا لعلي ، حتى يتوفاه الله ، لقي الله ولا حساب عليه ، وكان في الفردوس الأعلى مع النبيين والصدّيقين (١).
__________________
(١) بحار الأنوار : ٣٨ / ٣١٣ ح ١٧.