بيته شموس وأقمار ، ومع وجود الشمس والقمر لا يحتاج إلى النجوم ، فالنجوم أهل بيته لا أصحابه. وإليه الإشارة بقوله : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (١). فأين كان أهل البيت كانت الطهارة وإذهاب الرجس ، وأين كان إذهاب الرجس كانت العصمة ، وأين كانت العصمة كانت الخلافة والحكمة ، وأين كانت الحكمة كان النور والرحمة ، وأين كان النور والرحمة كانت الهداية والنعمة ، وأين كانت الهداية والنعمة ... وأين كان الرجس كانت الظلمة ، وأين كانت الظلمة كانت الضلالة والفتنة ، وإليه الإشارة بقوله : إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي حبلان متصلان ، إن تمسكتم بهما لن تضلّوا (٢).
فقد أوجب لأهل البيت من التشريف والتعظيم ما أوجب للكتاب الكريم ، ودلّنا على أن التمسّك بالكتاب والعترة نجاة ، فقال : عترتي ولم يقل أصحابي ، فجعل مقام الآل مقام الكتاب ، وقال : «إنّ الله خلق الخلق من أشجار شتى ، وخلقني وعليا من شجرة واحدة ، أنا أصلها ، وعلي فرعها ، وفاطمة لقاحها ، والعترة الميامين الهداة أغصانها ، والشيعة المخلصون أوراقها» (٣) ، وخبر الثقلين عليه الإجماع (٤).
فصل
[تعداد الفرق الإسلامية]
إذا تقرّر هذا ، فنقول : افترقت الأمّة بعد نبيّها فرقتين : علوية ، وبكرية ، وزيادة المذاهب تدل على زيادة الشبهات ، لأن الحق لا يتكثّر ولا يتغيّر ، ومشربه صاف لا يتكدّر.
فصل
ومع افتراقهم إما أن يكونا على الحق معا ، أو على الضلال كلّا ، أو أحدهما محق والآخر
__________________
(١) الأحزاب : ٣٣.
(٢) تقدّم الحديث مع مصادره.
(٣) مناقب ابن المغازلي : ٧٥ ح ١٣٣ والفردوس : ١ / ٩٥ ح ١٣٥ ، والطرائف : ١ / ١٥٨ ح ١٦٥.
(٤) قد فصلنا طرق الحديث والاحتجاج به من قبل الصحابة وأهل البيت عليهمالسلام في كتاب أنواع النصوص على آل محمد صلوات الله عليهم أجمعين.