الصفوة. والحلاجية أصحاب الحسين بن منصور الحلاج ، ظهر ببغداد سنة ٣١٨ وكان أعجميا ، وادّعى أنه الباب ، وظفر به الوزير علي بن عيسى ، فضربه ألف عصا ، وفصل أعضاءه ولم يتأوّه ، وكان كلّما قطع منه عضو قال :
وحرمة الود الذي لم يكن |
|
يطمع في إفساده الدهر |
ما قدّ لي عضو ولا مفصل |
|
إلّا وفيه لكم ذكر |
وأمّا الجبابرة والحميرية فإنّهم تلاميذ الصادق عليهالسلام ، وعنه أخذوا علم الكيمياء.
وأمّا الخوارج وهم المارقون من الدين ، وهم تسع فرق : الأزارقة وهم أصحاب نافع الأزرق ، وهو الذي حرّم التقية. والأباضيون وهم أصحاب عبد الله بن أباض ، وهم بحضرموت والمغرب والبواريخ وتل أعفر ، وهم يحبون الشيخين ويسبون عليا وعثمان ، وسموا خوارج لأنهم كانوا في عسكر علي يوم صفين ، ثم مرقوا وخرجوا عن طاعة الإمام العادل فكفروا ولن تنفعهم عبادتهم ؛ والناكثون : طلحة والزبير ، والقاسطون : معاوية وعمرو ابن العاص ، وهم أصحاب البغي.
وأما الإمامية الاثنا عشرية (١) ، فإنهم أثبتوا لله الوحدانية ، ونفوا عنه الاثنينية ، ونهوا عنه المثل والمثيل ، والشبه والتشبيه ، وقالوا للأشعرية : «إن ربنا الذي نعبده ونؤمن به ليس هو ربكم الذي تشيرون إليه ، لأن الرب مبرأ عن المثلات ، منزّه عن الشبهات ، متعال عن المقولات ، مبرأ عن الخطأ والظلم ، حكم عدل لا يتوهم ولا يتّهم ، ولا يجوز عليه فعل القبيح ، ولا يضيع عمل عامل ، ويجب عليه وفاء العهد ، ولا يجب عليه الوفاء بالوعيد ، وإن الحسن والقبح عقليان لا شرعيان ، وإنه تعالى مريد للطاعات ، كاره للمعاصي والسيئات ، وإن صفاته عين ذاته المقدسة ، ذات واحدة أحدية أبدية سرمدية قيومية رحمانية لها الجلال والإكرام ، فإنه لا جبر ولا تفويض ، بل مرتبة بين مرتبتين ، وحالة بين حالتين» ، وأثبتوا أن الأنبياء معصومون صادقون ، وأن الله بعثهم بالهدى ودين الحق رسلا مبشّرين ومنذرين صادقين ، لا يجوز عليهم الخطأ عمدا ولا سهوا.
ثم قالوا للأشعرية : إن نبيّكم الذي تقعون فيه وتشيرون إليه بالخطأ والنقائص ليس نبيّنا
__________________
(١) راجع : أمالي الشيخ الصدوق ٥١٠ المجلس ٩٣.