الثاني من حروف اسمه (ح) وهي حرف مائي نوراني علوي ومحل الحاء الكرسي وهو الثامن لأنّ حقيقتها الثمانية وهي من حملة العرش.
الرابع من حروفه (د) وهو حرف مائي مظلم وله حقيقة الدوام وعنه ظهر اسمه الدائم وله دوام الملك والنور.
فصل
[باطن الأسماء الإلهية]
واعلم أن لكل اسم من الأسماء الإلهية صورة باطنة في العالم تسمّى الصورة العينية ، ولكل اسم من الأسماء رب هي مربوبة له ، والحقيقة المحمدية هي صورة الاسم الجامع الإلهي الذي منه استمرار جميع الأشياء. تلك الحقيقة هي التي ترب صور العالم بالرب الظاهر فيها وهو رب الأرباب لأنّها هي الظاهرة في تلك المظاهر ، فبصورتها الظاهرة التي هي مظهر الاسم الأعظم المتناسبة لصور العالم ترب العالم ، وبباطنها ترب باطن العالم لأنه صاحب الاسم الأعظم وله الربوبية المطلقة.
فعلم بهذا الكشف التام من هو روح العالم وممن يستمد الحياة ، ولذلك قال وقوله الحق : «خصصت بفاتحة الكتاب وخواتيم البقرة واعطيت جوامع الكلم» (١) ؛ وهي مصدرة بقوله : (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ).
وهذا مجمع الأرواح والأجساد والعوالم فعلم من هذا الكشف الظاهر أنه هو روح العالم لأنّ الروح الظاهر يسري في الصور كضوء الشمس في جسم الهواء. فمحمّد صلىاللهعليهوآله هو سرّ الوجود ظاهرا وباطنا ، فسبحان من دلّ على ذاته بتجليه في صفاته.
__________________
(١) الشفا بتعريف حقوق المصطفى : ١ / ١٧٠ باب ٣ فصل ١ بتفاوت ، والفضائل لابن شاذان : ٥.