__________________
٧٦٣ ـ ٩٢٧ ، والإنسان الكامل : ٧٧ ، والمراقبات : ٢٥٩.).
وأخرج المسعودي وسبط ابن الجوزي بسنده إلى أمير المؤمنين عليهالسلام أنه قال بعد حمد الله : «لما أراد الله أن ينشىء المخلوقات ويبدع الموجودات أقام الخلايق في صورة قبل دحو الأرض ورفع السّموات ، ثم أفاض نورا من نور عزه فلمع قبسا من ضيائه وسطع. ثم اجتمع في تلك الصورة وفيها هيئة نبينا صلىاللهعليهوآله فقال له تعالى : أنت المختار وعندك مستودع الأنوار وأنت المصطفى المنتخب الرضا المنتجب المرتضى ، من أجلك أضع البطحاء وأرفع السماء وأجري الماء وأجعل الثواب والعقاب والجنة والنار ، وأنصب أهل بيتك علما للهداية ، وأودع أسرارهم من سرّي بحيث لا يشكل عليهم دقيق ، ولا يغيب عنهم خفي ، وأجعلهم حجتي على بريتي والمنبهين على قدري والمطلعين على أسرار خزائني ....
ثم بيّن لآدم حقيقة ذلك النور ومكنون ذلك السر ، فلما حانت أيامه أودعه شيئا ، ولم يزل ينتقل من الأصلاب الناضرة إلى الأرحام الطاهرة إلى أن وصل إلى عبد المطلب ثم إلى عبد الله ، ثم إلى نبيه صلىاللهعليهوآله فدعا الناس ظاهرا وباطنا وندبهم سرا وعلانية واستدعى الفهوم إلى القيام بحقوق ذلك السر اللطيف وندب العقول إلى الإجابة لذلك المعنى المودع في الذر قبل النسل ، فمن وافقه قبس من لمحات ذلك النور واهتدى إلى السر وانتهى إلى العهد المودع في باطن الأمر وغامض العلم ، ومن غمرته الغفلة وشغلته المحنة استحق البعد.
ثم لم يزل ذلك النور ينتقل فينا ويتشعشع في غرايزنا ، فنحن أنوار السّموات والأرض وسفن النجاة ، وفينا مكنون العلم وإلينا مصير الأمور وبمهدينا تقطع الحجج ، فهو خاتم الأئمّة ومنقذ الأمة ومنتهى النور وغامض السر ، فليهن من استمسك بعروتنا وحشر على محبتنا» (تذكرة الخواص : ١٢١ ـ ١٢٢ الباب السادس ـ المختار من كلام علي ـ خطبة في مدح النبي والائمة ، ومروج الذهب : ١ / ١٧ ذكر المبدأ وشأن الخليقة ، ونزهة المجالس : ٢ / ٩٦ مولد النبي صلىاللهعليهوآله مختصرا)
وقال صلىاللهعليهوآله : «إن الله خلقني وخلق عليا وفاطمة والحسن والحسين قبل أن يخلق آدم عليهالسلام حين لا سماء مبنية ، ولا أرض مدحية ، ولا ظلمة ولا نور ، ولا شمس ولا قمر ولا جنة ولا نار».
فقال العباس : كيف كان بدء خلقكم يا رسول الله؟
فقال : «يا عم لما أراد الله أن يخلقنا تكلم بكلمة خلق منها نورا ، ثم تكلم بكلمة أخرى فخلق منها روحا ، ثم مزج النور بالروح ، فخلقني وخلق عليا وفاطمة والحسن والحسين ، فكنا نسبحه حين لا تسبيح ، ونقدسه حين لا تقديس ، فلما أراد الله تعالى أن ينشىء خلقه فتق نوري فخلق منه العرش ، فالعرش من نوري ، ونوري من نور الله ، ونوري أفضل من العرش.
ثم فتق نور أخي علي فخلق منه الملائكة ، فالملائكة من نور علي ونور علي من نور الله وعلي أفضل من الملائكة. ثم فتق نور ابنتي فخلق منه السّموات والأرض ، فالسّموات والأرض من نور ابنتي فاطمة ، ونور ابنتي فاطمة من نور الله ، وابنتي فاطمة أفضل من السّموات والأرض.