أعلى الموجودات مقاما ولسائر البريات إماما ، ولهم في الحشر قايدا وقساما ، فهو قسيم نور الحضرة النبوية المحمدية صاحب الولاية الإلهية فهو الكلمة الربّانية ومولى سائر البرية ، ولقد أحسن ابن أبي الحديد إذ فوق سهم التوفيق راميا لهذا المرمى الدقيق عن قوس التحقيق فقال :
والله لو لا حيدر ما كانت ال |
|
دنيا ولا جمع البرية مجمع |
وإليه في يوم المعاد حسابنا |
|
وهو الملاذ لنا غدا والمفزع |
أقول : هذا رجل من المعتزلة اعتقاده عن الإقرار بالحق ما عزله ، وأنت حوشيت من الرد تزعم أنك مولى من العبيد والموالي فما لي كلّما أراك حاوي الأراك بشراك وشراك من شراك الإشراك ، وبان لك باني البيّنات دراك حيث الإدراك وما أدراك فعلك علك تشيم نور الأزهار ، وعشاك غشاك عظيم أنوار الأسرار ؛ قال : ما غشاك فعانقت ابتكار الأفكار في هاوية هواك فأهواك فهذا يا هذا أو ذاك ورأيك ورأيك ، فأنت كما قيل من لا يحرّكه الربيع وأزهاره والعود وأوتاره ، فقد فسد مزاجه وامتنع علاجه.
ولا ينفع مسموع |
|
إذا لم يك مطبوع. |