ولا ستحلّ رجال مسلمون دمي |
|
يرون أقبح ما يأتونه حسنا (١) |
ولسيّدنا الأمين في أعيان الشيعة (٣١ : ١٩٣ ـ ٢٠٥) في ترجمة الرجل كلمات لا تخرج عن حدود ما ذكرناه.
وممّا نقم عليه به اعتماده على علم الحروف والأعداد الذي لا تتمّ به برهنة ولا تقوم به حجّة ، ونحن وإن وافقناه على ذلك إلّا أنّ للمترجم له ومن حذا حذوه من العلماء كابن شهر آشوب ومن بعده عذرا في سرد هاتيك المسائل فإنّها أشبه شيء بالجدل تجاه من ارتكن إلى أمثالها في أبواب أخرى من علماء الحروف من العامّة كقول العبيدي المالكي في عمدة التحقيق ص ١٥٥ : قال بعض علماء الحروف : يؤخذ دوام ناموس آل الصدّيق وقيام عزّته إلى انتهاء الدنيا من سرّ قوله تعالى : (فِي ذُرِّيَّتِي) فإنّ عدّتها بالجمل الكبير ألف وأربعمائة وعشرة وهي مظنّة تمام الدنيا كما ذكره بعضهم فلا يزالون ظاهرين بالعزّة والسيادة مدّة الدنيا ، وقد استنبط تلك المدّة عمدة أهل التحقيق مصطفى لطف الله الرزنامجي بالديوان المصري من قوله تعالى : (لا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلَّا قَلِيلاً) (٢) ، قال ما لفظه : إذا أسقطنا مكرّرات الحروف كان الباقي (ل ا ي ب ث ون خ ف ك ق) أحد عشر حرفا عددهم بالجمل الكبير ألف وثلثمائة وتسعة وتسعين زدنا عليه عدد الحروف وهو أحد عشر صار المجموع وهو ألف وأربعمائة وعشرة وهو مطابق لقوله تعالى : (ذُرِّيَّتِي).
وسمعت ختام الأعلام شيخنا الشيخ يوسف الفيشي رحمهالله يقول : قال محمّد البكري الكبير : يجلس عقبنا مع عيسى ابن مريم على سجّادة واحدة وهذا يقوي تصحيح ذلك الاستنباط. ه.
[تهويل ليس عليه تعويل]
ونحن لا ندري ماذا يعني سيّدنا الأمين بقوله : «وفي طبعه شذوذ وفي مؤلّفاته خبط وخلط وشيء من المغالاة لا موجب له ولا داعي إليه وفيه شيء من الضرر وإن أمكن أن
__________________
(١) تفسير الآلوسي : ٦ / ١٩٠ وسوف يأتي مع مصادره.
(٢) الإسراء : ٧٦.