٣٠
فلسفة الابتلاء والاختبار
سؤال : من الواضح أنّ الاختبار إنّما يجري لغرض تحصيل العلم وكشف الحقائق المجهولة ، وإذا ما أخذنا بنظر الاعتبار انّ الله عالم بسرّ الإنسان وعلانيته ، ومطّلع على ماضيه ومستقبله ، فحينئذٍ يطرح التساؤل التالي :
ما الحاجة إذاً إلى هذا الامتحان وذلك الاختبار وما هي فلسفته؟
الجواب : انّ الاختبار والامتحان الإلهي يمثّل سنّة عامة لا تختص بفرد دون فرد أو جماعة دون أُخرى ، بل يخضع لها الجميع حسب إمكاناتهم وقابلياتهم ، فكلّ يتعرض لذلك الامتحان الإلهي ويدخل في بوتقة ذلك الاختبار ، ولقد صرّح القرآن الكريم بشمولية الاختبار وعمومية الامتحان الإلهي بقوله سبحانه :
(أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْساءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتى نَصْرُ اللهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ). (١)
__________________
(١). البقرة : ٢١٤.