وبالطبع أنّ جملة (مَتى نَصْرُ اللهِ) ليست من قبيل الاستفهام الاعتراضي ، بل هي نوع دعاء وطلب للمدد والعون الإلهي.
ولكن المسألة المهمة هنا هي معرفة الهدف من الامتحان والاختبار وفلسفة ذلك. لا شكّ أنّ للابتلاء الإلهي أهدافاً وغايات متعدّدة ، فمن هذه الأهداف تفجير القدرات والطاقات الإنسانية الكامنة ، وكذلك من خلال هذا الطريق يتسنّى للأفراد الاقتراب من الكمال المطلوب ، فإذا لم يتعرّض الإنسان للاختبار والامتحان والابتلاء تبقى كمالاته وقدراته كالكنز الدفين في أعماق التربة لا يعلم منها شيء.
إنّ بيان وتوضيح هذه الفكرة ـ التي مفادها أنّ الامتحان والاختبار بالنسبة إلى المجتمعات البشرية يعدّ عامل تكامل وسلّماً للرقي والسمو الإنساني ـ يحتاج إلى ذكر عدّة نقاط ، هي :
١. تنمية الطاقات والاستعدادات الكامنة
إنّ الإنسان وبسبب عدم البلوغ العلمي والنضج الفكري يضطر لرفع أي إبهام يواجهه وأي معضلة تعتريه ، إلى أن يطرق ويلج باب الاختبار ، وبالطبع أنّ مثل هذا التصوّر يستحيل على الله سبحانه وتعالى العالم بما كان وسيكون ، ولا يعتريه النقص أو الجهل بحال من الأحوال ، ولكن ذلك لا يمنع من أن تكون للاختبار والامتحان الإلهي غاية وهدف يمكن أن نطلق عليها اسم تفجير الطاقات وتفعيل القوى والاستعدادات الكامنة وإخراجها إلى حيّز الفعلية أو تربية وتنمية تلك الاستعدادات ، وذلك لأنّ الطاقات البشرية حالها حال جميع الأُمور الأُخرى لا يمكن أن تنتقل من مرحلة القوة إلى الفعل من دون الاستعانة بوسائل وأسباب خاصة ، والوسيلة التي تستطيع أن تظهر كلّ تلك اللياقات إلى