العزم في اللغة والقرآن
يظهر من ابن فارس في «مقاييس اللغة» أنّ لهذا اللفظ معنى واحداً وهو القطع. وإليه يرجع معناه الآخر وهو العزم ، وكأنّه يقطع التحيّر والشك ، قال : «عزم» له أصل واحد صحيح يدلّ على العزيمة والقطع. (١)
وأمّا الاستعمال القرآني لهذه اللفظة فالظاهر أنّه نفس الاستعمال اللغوي ، أي بمعنى التصميم القطعي والجدي ، أو ما يصطلح عليه «عقد القلب». ويشهد لذلك طائفة من الآيات :
١. (... فَإِذا عَزَمَ الْأَمْرُ ...). (٢)
٢. (... فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ ...). (٣)
٣. (وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلاقَ ...). (٤)
٤. (... وَلا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكاحِ ...). (٥)
٥. (... وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ). (٦)
والتدبّر في الآية الأخيرة يعطي أنّ العزم ليس مرادفاً للصبر والثبات ، بل يوجد بينهما تلازم ، وذلك كما يظهر من الآية التالية :
(... وَاصْبِرْ عَلى ما أَصابَكَ إِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ). (٧)
ومن قوله تعالى :
__________________
(١). المقاييس : ٤ / ٣٨٠.
(٢). محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم : ٢١.
(٣). آل عمران : ١٥٩.
(٤). البقرة : ٢٢٧.
(٥). البقرة : ٢٣٥.
(٦). آل عمران : ١٨٦.
(٧). لقمان : ١٧.