(وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ). (١)
ومع أنّ الآيات المذكورة تحكي المغايرة بين «الصبر» و «العزم» ولكنّنا مع ذلك نرى الزمخشري في كشافه قد ذهب إلى أنّ اللفظين مترادفان حيث قال : «أُولو العزم أي أُولو الجدّ والثبات». (٢)
ومن خلال هذا البيان يتّضح المقصود من الآية التالية :
(وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً). (٣)
بناء على ذلك ، فالعزم لغة هو القطع مقابل الوصل ، وفي القرآن الكريم استعمل بمعنى عقد القلب لعلاقة التناسب بينه وبين المعنى اللغوي.
ولذلك نرى أنّ معنى لفظة العزم : هو التصميم القطعي ، وأنّ لفظة «أُولو» معناها أصحاب. وعلى هذا الأساس يكون معنى أُولو العزم : أصحاب وذوو التصميم القطعي والإرادة الثابتة ، والقصد المؤكّد الذي لا ينفصم عن العمل والسعي في سبيل الله سبحانه. وبعد أن عرفنا المقصود من «أُولو العزم» ننتقل إلى بحث آخر وهو :
من هم أُولو العزم من الرسل؟
لقد ذكرت كتب التفاسير وجوهاً واحتمالات مختلفة للإجابة عن التساؤل المذكور نذكرها هنا بصورة مختصرة :
الوجه الأوّل : هم الذين بعثوا إلى شرق الأرض وغربها ، جِنّها وإنسها. (٤)
__________________
(١). الشورى : ٤٣.
(٢). الكشاف : ٣ / ١٢٦.
(٣). طه : ١١٥.
(٤). حق اليقين : ١١١ ، للسيد عبد الله شبر.