ذلك فخراً وسمواً أنّ الله سبحانه يصفه بأنّه عظيم ، وحسبك هذا التعبير الإلهي ، في الوقت الذي نرى أنّ القرآن الكريم نفسه يصف علم المجموعة البشرية وعلم بني الإنسان قاطبة بأنّه قليل ، حيث يقول سبحانه :
(... وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً). (١)
د. الاطّلاع على الغيب
إنّ قسماً من علم الأنبياء هو اطّلاعهم على الأسرار الخفية والتي تقع وراء الستار أو ما يعبّر عنه ب «علم الغيب» ، ولقد وردت في هذا المجال آيات كثيرة نذكر نماذج منها :
١. تنبّؤ النبي نوح بكيفية مستقبل النسل القادم
لقد بذل شيخ الأنبياء عليهالسلام جهوداً حثيثة ولبث في قومه فترةً طويلة جداً لهدايتهم وإرشادهم ولكنّه عليهالسلام بعد تلك الجهود يأس من إيمانهم فدعا ربّه بإهلاكهم وإبادتهم فقال :
(... رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً* إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلَّا فاجِراً كَفَّاراً). (٢)
فلقد تنبّأ عليهالسلام بقضيّتين وأشار إليهما ، وهما :
ألف. انّ الكافرين لا يؤمنون في المستقبل وأنّهم سيضلّون العباد ويميلون بهم عن الصراط المستقيم.
__________________
(١). الإسراء : ٨٥.
(٢). نوح : ٢٦ ـ ٢٧.